184هذا كلّه تعدّ خرقاً لنظام الأمن؛ لأنها تسبب الخوف والهلع اللذين هما ضد الأمن.
ويستطيع الإنسان بما آتاه اللّٰه من القدرات أن يستثمرها في تعمير هذه المنطقة ويبني ويؤسس ما يقيها العواصف ويمنع عنها السيول وبالتالي يحفظ مكّة منها أو على الأقل يخفف آثارها.
وأمّا السيّد السبزواري فبعد أن يذكر بعض آيات الأمن 1، يقول قولاً متيناً وكلاماً واضحاً: والمراد منها ما ورد عن نبينا الأعظم صلى الله عليه و آله في قوله يوم فتح مكة: «إنّ اللّٰه حرّم مكّة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام إلىٰ أن تقوم الساعة، لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ولا تحل لي إلّاساعة من النهار» وأمثال ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تدلّ علىٰ أصل الحرمة والاحترام التي كانت قبل الخلق، ودعاء إبراهيم عليه السلام إنما كان تأكيداً لما سبق وترغيباً للناس، لا أن تكون دعوة مستأنفةً.
ثمّ راح السيّد يقول: والأمن المستعمل في القرآن إمّا أخروي، أو دنيوي، أو هما معاً. والأول كقوله تعالىٰ: ادخلوها بسلام آمنين 2وقوله تعالىٰ: إن المتقين في مقام أمين 3. وللثاني موارد كثيرة، منها الآيات المباركة الواردة في المقام.
ثمّ واصل حديثه بقوله: والمراد بالأمن، إمّا للإرشاد إلىٰ أن المحلَّ محلٌّ لا ينبغي أن يقع الظلم فيه مطلقاً، فيكون تنبيهاً للعقل والعقلاء إلىٰ عظمة المحلّ، كما ورد في تعظيم القرآن، والوالدين، والمؤمن، فتترتب على المخالفة المفسدة لا محالة، أو أنه أمر تكليفي فعلي، لجعل المحل امناً ممّا حذّر ارتكابه في غيره.
ثمّ يقول بعد ذلك: وكل منهما صحيح، ولا منافاة بينهما، كما أنّهُ يصحُّ أن يكون الأمن فيه من القسم الأخير، أي أمن الدنيا والآخرة. وفي الآية المباركة امتنان عظيم علىٰ أهل الحرم وروّاده، من جعل البلد آمناً في نفسه، ومأمناً لأهله وغيرهم.
وعندما تعرض الطبرسي لتفسير وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً قال