167الملك عارض التدويل الإسلامي الذي كان قد دعا له، واعتبره عهد اللّٰه وميثاقه عليه، وقال: «إن مصير الحجاز قد تقرر من قبل شعب الحجاز نفسه. . وإنه لن يسمح لمنظمات غير رسميه ولا مسؤولة أن تتدخل بشؤون الحجاز الداخلية» 1.
وكان المؤتمر قد عقد 12 جلسة ولم يصل إلىٰ نتيجة، وعزم البعض على السفر، فقدّم الملك بياناً للمؤتمر يكشف فيه عن يأسه منه، وعدم تحقيقه الغرض المطلوب منه 2. وهكذا تم التنصل من العهود والمواثيق السابقة، وظل الحجاز يحكم حكماً ذاتياً من قبل الحجازيين بعيداً عن التدويل الإسلامي المنشود زهاء ست سنوات، حتىٰ صدر مرسوم ملكي في 18/أيلول/1932 بتوحيد المقاطعات التي أقامها عبد العزيز فكانت المملكة العربية السعودية، وعاد الحجاز واحدة من تلك المقاطعات الخاضعة للحكم المركزي في الرياض.
إنّ الخصوصيتين الثالثة والرابعة تجسّدان ضرورة ظهور مكة المكرمة كوطن مشترك لجميع المسلمين، ومدينة تحمل صفة الدولية الإسلامية، وترمز إلىٰ نقطة مركزية في العالم الإسلامي، وتجسّد وحدة المسلمين كأمّة وككيان سياسي.
وقد تمت استفادة هاتين الخصوصيتين من آية سواء العاكف فيه والباد ، بما يوضّح مدى اندكاك الحج بالسياسة، ومدى الحاجة إلىٰ تحريك وتفعيل الفقه السياسي للحج.
5 - آداب الدخول إلىٰ مكّة
ومن خصوصيات مكة المكرمة ما ذكره الفقهاء من الآداب والمستحبات عند دخولها، كالغسل ومضغ الأذخر والدخول إليها من أعلاها، وأن يكون الداخل حافياً وعلىٰ سكينه ووقار.
أمّا الغسل فمستنده أخبار عديدة منها حسنة الحلبي قال: «أمرنا أبو عبداللّٰه عليه السلام أن نغتسل من فخ قبل أن ندخل إلىٰ مكّة» 3وقال عليه السلام أيضاً: «إنّ اللّٰه