166بهما أو بشرفهما؟ أو بأهلهما إلّاما توافق عليه المسلمون وامضته الشريعة» وختم بيانه بالإعلان بأن كل ما جاء فيه شاهد له - أي لآل سعود - أو عليه عند اللّٰه وعند جميع المسلمين، وأنه عهد اللّٰه وميثاقه 1ثمّ دعا إلىٰ عقد مؤتمر في الرياض حضره رجال الدين لمناقشة قضية مكة، فكان قرار المؤتمر الأخير ضرورة اللجوء إلى القوة «لتحرير الحجاز» من سلطة الشريف حسين. وكانت المداولات تدور حول أن مكة ليست ملكاً لأحد 2، وفي شتاء عام 1924 بدأت المعركة العسكرية بين الطرفين وسقط الشريف حسين، وحلّ محله ابنه الأمير علي الذي سرعان ما تنازل لآل سعود، فوجّه آل سعود برقية إليه نصّ فيها علىٰ أن «الحرمين الشريفين ليسا ملكاً لأحد، ولكن الأشراف وعلى الأخص والدكم قد اعتبر الحجاز ملكاً خاصاً. . . . نحن لا نريد سوىٰ تحرير الحجاز للمسلمين. .» 3.
وقبل وصوله الى الحجاز ابرق عبد العزيز إلى الحكومات الإسلامية يطلب منهم إرسال مبعوثين للمشاركة في مؤتمر مكة لدراسة شؤون الحجاز والحرمين الشريفين وذلك في 10/ربيع الأول/1344ه إلّاأن أحداً لم يستجب للدعوة سوىٰ جمعية الخلافة في الهند، وفي أثناء ذلك اجتمع علماء جدّة؛ لدراسة مستقبل الحجاز وقرروا مبايعة آل سعود مَلكاً عليه، وأن الحجاز للحجازيين، وأمضى آل سعود قرارهم هذا رسمياً في 25/جمادى الآخرة/ 1344ه (8/كانون الثاني/1928م) 4وهذه بداية التنازل عن العهود والمواثيق التي قدّمها للعالم الإسلامي.
ثمّ وجّه دعوة ثانية إلىٰ حكومات العالم الإسلامي لعقد مؤتمر في مكة للتداول في شأن الحجاز، وفي 26/ذي القعدة/1344ه عقد هذا المؤتمر أوّل جلساته، وحضرته وفود من السودان وبيروت وفلسطين ومصر وروسيا وافغانستان واليمن والهند. وفي أثناء المؤتمر ارتفعت أصوات تطالب بتدويل الحجاز إسلامياً؛ ليتولى المسلمون كافة إدارة شؤون الحجاز تحت إشراف الملك عبد العزيز. لكن