125فاسكودي غاما علىٰ بوابات عدن، وهذا ما يفسّر لنا خلفيّة إلقاء القبض عليه هناك بتهمة الجاسوسية، كما ويلقي ضوءاً علىٰ أسباب ادعائه الكراهية للمسيحيين بصورة عامّة والبرتغاليين بصورة خاصة، أثناء عقده صفقة مع المغربي في مكّة. .
ومن خلال تجميع القرائن الموحية، لا يستبعد أنه كان منخرطاً في مهمّة سرية أوروبية صليبية أو برتغالية، في الأقل، وذلك من خلال المؤشرات التالية:
أوّلاً: تتّسم شخصية «قارتيما» بمواصفات مطلوبة في أيّة مهمّة سرية، وقد ظل علىٰ طبيعته في الخداع والاحتيال إلى النهاية، كما يقول «برنت» .
ثانياً: أنه سلك الطريق الممتد بين اوروپا والهند، مركّزاً على اختراق المناطق الإسلامية، خاصة في الحجاز واليمن، وهي التي كانت بمثابة مجاهيل بالنسبة للغرب، ويهمّه كثيراً أمر استجلائها، كخطوة أولىٰ للتعامل معها، علىٰ طريق «اعرف عدوّك» .
ثالثاً: كان اهتمام الصليبية منصّباً على التعرف على الأماكن المقدّسة بالذات، ومحاولة رصد تحصيناتها، ومعرفة طبائع السكان وتقاليدهم، والتعرّف على المراسيم الدينية، كالحج، ودورها في حياتهم 1وهذا ما نجده بشكل واضح لدىٰ «قارتيما» خاصة وأنه دشّن مهمّته بزيارة حصن بابليون في مصر، فضلاً عن تلك الإشارات المبثوثة في ثنايا كتابه حول تحصينات مكّة والمدينة وصنعاء وعدن. . الخ. ولا نقلل من أهميّة الغرض الكامن وراء الخريطة التي تركها لشبه جزيرة العرب والتفصيل في مناطق الجهة الجنوبية.
رابعاً: في إشارة «برنت» الىٰ رحلة قارتيما التي استمرت سبع سنوات، بعد قضاء فترة طويلة في خدمة البرتغاليين، وحتى التحاقه بالاسطول البرتغالي في الهند، وعودته معه في رحلة العودة، تثير الكثير من علامات الاستفهام حول علاقة قارتيما بالبرتغال وخططها السرية.
خامساً: إذا كان البرتغاليون قد استطاعوا أن يسيطروا علىٰ شواطئ شبه