124الكاردينال لقارتيما وتمويله لترجمة كتابه.
3 - بعد السقوط المدوّي للأندلس (1492م) ، واكتشاف كل من أمريكا (1492م) ورأس الرجاء الصالح (1497 - 1499م) . . برزت البرتغال قوّة استعمارية غاشمة، ولعل تأريخ الاستعمار ما عرف للبرتغال مثيلاً في القسوة، وانعدام الإنسانية، وموت الضمير، كما يقول د. محمود السمرة 1.
لقد تبنّت أوروپا الصليبية يومئذ مخططاً مفاده؛ قضم أطراف العالم الإسلامي تمهيداً لشن الهجوم الكاسح علىٰ قلبه «أي المشرق الإسلامي» وانبرت البرتغال لهذا المخطط، واهتمت به كل الاهتمام، وأولته عنايتها، فأرسلت في عام 1487م «بدرو دا كوفيلهام» لدراسة المشرق الإسلامي، وكتابة تقرير عن مدىٰ استعدادات المنطقة وقوّتها. وقد قام «بدرو» برحلتين بريتين ماراً بالقاهرة، وبلدان المشرق العربي الرئيسية، وموانئ البحر الأحمر، والموانئ الممتدة علىٰ طوال شواطئ شبه جزيرة العرب، حتىٰ كلكتا وجُوا في الهند. وفي عام 1490م قدّم «بدرو» تقارير مفصّلة عمّا رأىٰ وشاهد 2.
وفي تلك الأثناء، كان البرتغاليون يجوبون المحيط الأطلسي بحثاً عن مستعمرات، وبعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح - بأمر من ملك البرتغال مانويل الأول - أخذت السفن البرتغالية تجوب المحيط الهندي والبحار العربية.
وفي عام 1502م اتخذ البرتغاليون قرارهم الخطير بسد البحر الأحمر أمام السفن العربية، وكانت الحملة البحرية بقيادة «فاسكودي غاما» . . وتمكّنت من الوصول إلىٰ بحر العرب وسيطرت علىٰ مركب تجاري وبأمر من «دي غاما» وتمّ قتل جميع ركابه البالغ عددهم 400 شخص، بمن فيهم النساء والأطفال وثمّ أحرق البرتغاليون المركب، فكان هذا الحادث سبباً في اشعال مواجهة بحرية مع البرتغال، استمرت طيلة القرن السادس عشر 3.
وما يعنينا، في هذا البحث، أن مهمّة «قارتيما» جاءت بعد عام واحد من حملة