249(كما كان فاسقاً قليل الدين مدمن الخمر. . . وله أشياء كثيرة غير ذلك غير أنني أضربت عنها لشهرة فسقه ومعرفة الناس بأحواله) 1.
وانتقل الفسق والانحراف من يزيد الىٰ كثير من ولاته، ولم ينحصر ذلك بين الحاكم وولاته بل عملوا علىٰ: (تشجيع حياة المجون في المدينة من جانب الأمويين الىٰ حد الإباحية. . . لأجل أن يمسحوا عاصمتي الدين (مكة والمدينة) بمسحة لاتليق بهما ولا تجعلهما صالحين للزعامة الدينية) 2.
فوجد أهل المدينة أن الإسلام بدأ ينحسر عن التأثير وتنطمس معالمه وأسسه التي شيدها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم والتي شيدوها بمآزرته ومناصرته، وان الجاهلية عادت من جديد ودبّ الانحراف واستشرىٰ في عاصمة الإسلام مصحوباً بالغاء دور المدينة في سير الأحداث واصلاح الأوضاع الطارئة، فلم يبقَ لهم إزاء هذه التطورات الخطيرة إلّاالتخطيط لاعادة الأمور الىٰ مجاريها التي أرادها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فأعدّوا العدّة لاسترجاع مكانة المدينة، واسترجاع المفاهيم والقيم الإسلامية الىٰ ماكانت عليه قبل حكم الأمويين بتحكيم الاسلام وتقرير مبادئه في العقول والقلوب والمواقف، وتأجّل الموقف الثوري الىٰ وقته وظرفه المناسب.
ثانياً: مقتل الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته:
كان مقتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وخيرة الصحابة والتابعين معه ذا أثر كبير علىٰ نفوس أهل المدينة؛ لأن الإمام الحسين عليه السلام يمثل القيادة الحقيقية للمسلمين، والأمل المنشود في اعادة الإسلام الىٰ ماكان عليه في عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم مضافاً الى الحب والتكريم الذي يكنّه أهل المدينة له، باعتباره ابن بنت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وابن أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي وقف أهل المدينة معه