166قائلين: «لا بأس بتجديد البناء ما دامت الضرورة تقتضي ذلك بشهادة أهل الخبرة على أن يصرف لذلك من المال الحلال» .
وبالاستناد إلى الورقة المختومة للمهندسين والمعماريّين وشهادة أكثر المسلمين، فقد أُزيل الستار المكون من الألواح الخشبية، التي كانت موضوعة بدل الجدران المتهدّمة، ورُفِعتِ الأحجار المتبقية بكلّ احترام وتعظيم، ووضِعَتْ في محل قرب المدرسة الباسطية والذي تمّ تعيينه من قبل.
وبُدئَ في يوم الأربعاء الرابع من جمادى الآخرة بعملية إنزال السقف الشريف، ولم يفارق رضوان آقا في ذلك اليوم المهندسين والمعماريّين، وأنزل كذلك الذي كان فوق السقف المبارك، واللوحة التي كانت مخصّصة لربط الكسوة الشريفة، ووُضِعَتا في خزينة الشموع، وجُمِعَ ما سقط من التراب من السقف الشريف ووضع قرب المطاف.
وفي يوم الجمعة (السادس من جمادى الآخرة) اجتمع الشريف علي ابن بركات والأعيان والعلماء وفقهاء المذاهب الأربعة داخل الحطيم الكريم، وشاهدوا العمارة الجديدة لبيت اللّٰه الحرام، وأكّدوا متانةَ وقوّة البناء الجديد. هذا وقد حضر الاجتماع كذلك الشيخ محمد علي بن علّان الذي كان أحد المعترضين من أهل مكّة. فقام رضوان آقا وخطب بالجموع قائلاً: إنَّ بن علّان لا يرضىٰ علىٰ هدم الجدران التي خرّبها السيل، ويُلقي بعض الأحاديث المحرِّضة على العصيان، وإشعال نار الفتنة بهذا الخصوص ممّا تسبّب في إخلال الأمن والفساد بين الناس. فماذا أنتم قائلون؟ فصاح الحضور والفقهاء جميعاً: إنَّ الجدران التي أريتموها إيّانا، وحسب قول المهندسين والمعماريّين يجب أن تهدّم، ويُجَدَّد أساس بيت اللّٰه الحرام حيث وصل الأمر إلىٰ درجة الوجوب.
وأنزلت بقية السقف الشريف في يوم السبت السابع من جمادى الآخرة،