162مقبرة المعلّاة، وقد دعىٰ رضوان آقا جميع الأعيان والأشراف في مكّة والقاضي وشيخ الحرم وذوي المقامات والمناصب العليا من الأهالي وغيرهم فحضر الجميع في الحرم الشريف. ثمّ خاطب رضوانآقا السيد الشريف عبد اللّٰه ابن حسن (والذي كان في ذلك الوقت مفخرة آل عبد مناف ومُنتخب السادات والأشراف) بقوله: يا سيّدنا، نُعلمكم أنّه بشهادة ومصادقة جميع الحاضرين في هذا الحشد، وكذلك الموجودين في كلّ الأماكن والنواحي، يُناط إليكم المنصب الأميري الجليل والرتبة العال العال للشرف على الأشراف، والذي هو حقكم الصريح والواضح فنرجو منكم أن تلبسوا خلعة الإمارة الفاخرة، وأن تبدأوا بضبط وإحكام أُمور المملكة. وهكذا أُطفئت نار الفتنة والفوضى التي أراد أهل الضلال والفساد تأجيجها.
ومع أنّ سيد عبد اللّٰه أفندي كان معارضاً لهذا التكليف الذي وكّله رضوان آقا إلى الشريف عبد اللّٰه بن حسن، إلّاأنّ جميع الحاضرين من الأعيان والأشراف والعلماء الأعلام في مكّة المكرّمة خاطبوا الشريف عبداللّٰه بن حسن قائلين: «إنّ التكليف الذي وُكِّلَ إليكم من قبل رضوانآقا نافعٌ للدين والدولة، ونحن كذلك نطلب منكم قبول هذا المنصب» . فلبس الشريف المذكور خلعة خضراء 1، وشرع بالقيام بمهام عمله في حفظ الأمن ومنع الفوضىٰ.
لقد أنقذ عمل رضوان آقا البلاد من فتنة كبيرة، وطرد الأوهام التي عشعشت فى أدمغة الأهالي، فشكر له الخلائق عمله ذاك والخدمة الجليلة التي قدّمها للكعبة المشرَّفة، فكانت تلك إحدىٰ خدماته الفرعية في الواقع التي برز فيها كما هو ديدنه.
هذا وقد بقيت الأحجار الساقطة من جدران الكعبة الشريفة داخل الحرم المبارك متناثرة هنا وهناك، فاجتمع الأشراف والأعيان في المملكة وخَدَمة بيت