151هناك من مصر والكتابة إليه حول ذلك.
هذا وقد بعث محمّد باشا خلعة أيضاً إلى الشريف مسعود وبرسالة توصية، وأوفد رضوان آقا إلى مكّة المكرّمة.
فلمّا نزل رضوان آقا في إحدى المحلّات القريبة من مكّة، أرسل رسولاً إلى الشريف مسعود وأعلمه بكلّ ما يتعلّق بمأموريّته، والخلعة التي معه فأوفدَ الشريف كذلك أعيان البلاد وأشرافها لاستقبال رضوانآقا. ثمّ انتقل رضوان آقا إلى مكّة بعد أربعة أيام من لقائه بالمبعوثين من مكّة (أي في السادس والعشرين من شوال) ووصل إلى الكعبة المشرَّفة، وأقام في المنزل الذي كان الشريف مسعود هيّأه له من قبل. واجتمع في اليوم التالي (27 من الشهر المذكور) كلّ الأهالي في الحرم الطاهر وذلك لمشاهدة مراسيم إكساء الكعبة الشريفة. وقد اتَّبع الشريف مسعود ورضوان آقا والعلماء وكلّ أعيان المملكة والقوات الحكومية الأُصول والتشريفات الخاصّة بتلك الشعيرة الشريفة، ووقف الجميع عند باب كعبة اللّٰه ومقام إبراهيم، وتمَّ تلاوة الأوامر العالية المكتوبة، التي نصَّت على إبقاء أصحاب المناصب في الحجاز على ما هم عليه، واحتوت الكتب كذلك على أوامر أُخرىٰ. ثمّ تمَّ إهداء الخلعة الفاخرة التي أرسلها والي مصر إلى الشريف مسعود الذي أهدىٰ من جانبه خلعاً فاخرة إلى رضوان آقا، وإلى الوفد الذي كان يرافقه حسب درجتهم ومنزلتهم. ثمّ شرع المجتمعون بتلاوة الأدعية الخاصّة بهذه المراسيم تجلّت من خلالها عظمة الإسلام وعزّته، ثمّ تفرّق الجمع بعد ذلك.
وبعد مرور ثلاثة أيام على وصوله إلى مكّة المكرّمة، دعا رضوان آقا إلى تجمّع في داخل الحرم الطاهر يضمّ الشريف مسعود وأعيان المملكة وذلك للنظر في أمر الأحجار والطين والغرين الذي تجمَّع داخل الحرم الشريف، ومداخل المحل المقدّس بسبب السيل الذي حصل من قبل، ثمّ تشاور المجتمعون حول كيفيّة