150يأمره بتحضير الآلات والأدوات اللازمة فوراً لتعمير بيت اللّٰه الحرام، وكتب في الوقت نفسه إلى الشريف بن مسعود يأمره بتطهير البيت الحرام من الحجارة والطين إلى حين وصول خبر من اسطنبول وأن يطلب من مصطفى آقا كلّما يلزمه أو يحتاجه لعمل ذلك.
وقد هيّأ الشريف مسعود بمساعدة مصطفىٰ آقا وعلي بن شمس الدين أفندي (مهندس مكّة المشرَّفة) الأخشاب اللازمة من جدّة، وأحكم بواسطتها حيطان البيت المعظَّم، التي لم تتهدّم بعد ودَعَمَ أطرافه الثلاثة بالسقالة اللازمة.
ولغرض حفظ السقف الشريف والحيلولة دون سقوطه، أُقيمت أعمدة من الخشب القوي عن أطرافه الأربعة ثمّ رُبطت تلك الأخشاب بعضها مع بعض وقد غطّت تلك الأخشاب والألواح بيت العزّة إلى سقفه.
وقد شرع في تلك الأعمال يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وانتهت في الثالث عشر من شهر شوال، حيث استمرّت أربعة عشر يوماً، وتمَّ إكساء بيت اللّٰه الحرام بالدَّنيم الأخضر، الذي كان قد هُيّئ من قبل في المدّة التي تمَّ فيها التعمير، وذلك في السابع عشر من شهر شوال. وقد كان تأثير انهدام بيت اللّٰه الحرام كبيراً على المسلمين في الأقطار الإسلامية كافة، وقد سيطرعليهمالحزن والألم، خاصّة المصريين لقرب المسافة بين بلدهم والبلد الحرام.
وبما أنّ موسم الحج كان قريباً، ولم يكن الجواب ورد بعد من اسطنبول ممّا هَزَّ مشاعرهم وأثَّر في نفوسهم أيما تأثير، ممّا حدىٰ بمحمّد باشا والي مصر إلى احضار رضوان آقا (أحد المقرّبين للحرم الخاص بالسلطان) وأعطاه خلعة وأوكل إليه أمانة أبنية بيت اللّٰه الحرام حتّىٰ وصول الأمر السلطاني من اسطنبول؛ لأنّ موسم الحج كان قد قرب، وأمَرَه بالسفر إلى مكّة المكرّمة فوراً، وتحضير وتهيئة كلّ المستلزمات الضرورية للتعمير، وأخبره بلزوم طلب ما يحتاجونه