41تكاد تكون نادرة في وحدة عمر الإنسان الفرد والجماعة.
فإذا كان الإسلام أو بالأحرىٰ الإيمان بالصوت الداخلي الذي يوّحد أصداء النزوع الروحي للجماعة المسلمة هو العنوان العام الذي لا يتعارض مع خصوصيات أمة من الأمم، أو شعب من الشعوب في إطار الانتماء العقيدي الواحد، فإن هذا يدعونا إلىٰ تأمل الأصوات الخارجية للجماعة العامة، ورصدها بعدد المرات التي يتشكل منها اتجاهات اللغات والطبائع والمذاهب في الجماعة الكبرىٰ، ويمكن إحصاء الأصوات الخارجية للجماعة الإسلامية الكبرىٰ، ثم إخضاعها في عملية توافق أخرىٰ تتكفل بها تجربة الحج. . وهذه العملية الثانية تحوّل الأصوات إلىٰ صوت واحد لكنه علىٰ شكل مستويات. وإذن فالحج يتقدم على العبادات الأخرىٰ في تحويل الأصوات المختلفة في الخارج ونظمها في صورة واحدة محددة بإطار تميل إلىٰ صوت واحد ذي عدّة مستويات. . . ثم الجهاد من أجل تقريب المستويات نحو الشكل الواحد، وقد تتعهد المسيرة التاريخية المستقبلية لتحويل المستويات إلىٰ شكل واحد طاغٍ.
وللتوافق بين المستويات الخارجية عدّة أشكال ستستقر علىٰ أحدها الجماعة الإسلامية أخيراً في إحياء تجربة الحجّ الواقعية في الحياة مستقبلاً، وهي:
1 -مستوى اللغة التي ينطق بها الناس.
2 -مستوى المشاعر والعواطف الإنسانية الإسلامية.
3 -مستوىٰ وحدة المذاهب.
4 -مستوىٰ وحدة الهموم والتطلعات الاجتماعية.
5 -مستوى الانتقاء الثقافي والتقني والمنهجي.
هذه المستويات وربما غيرها لم تكن في منأى عن التحقيق الذي تكفلت به مسيرة الحج التاريخية وقد دفعت بعض تجارب الحج بعض هذه المستويات إلى