39وحسية لمفهوم أرض اللّٰه، وهذا المصداق، هو الكعبة، فالمصداق يؤشر دلالة الطهارة والتطهر للتراب الأرضي والآدمي وبها تصلح أن تكون الأرض الطاهرة قاعدة لنشر حركة الدعاء وخطوطه الصاعدة من أي مكان ونقطة.
ومن داخل كرة الكعبة الكونية يتحول شعور الحاج بالسلام إلىٰ تجربة عملية، ويتمثل إلىٰ حالة القبول النفسي الذي هو أساس وتطوير للالتزام بالأمر والنهي، وقد عبرت المناسك عن هذا القبول النفسي وتجربة السلام بطريقة حرمة الاعتداء عمداً أو سهواً علىٰ حيوان أو دابة أو طير إن داخل الكعبة، أو ما يتصل بها أثناء الأداء والإحرام من الداخل أو الماحول أو الفضاء، وفي بعض الأحيان حتىٰ في حالة الحلّ من الإحرام داخل الحرم، ولعلّ ما يشابه هذا السلام والأمن هو ما جُبِل عليه الحيوان والمخلوقات الأخرىٰ علىٰ أسباب حماية البيت والمقام. ويشار إلىٰ هذا الأمن (بالأمن التكويني) حتىٰ في الزمن الذي لم يكن فيه أثر للتشريع والأحكام « الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» 1وهي اشارة واضحة علىٰ أمن البيت التكويني وما حوله، الذي يوِّلد لنا أمناً آخر « مَنْ دخله كان آمناً» وأقصىٰ ما يستعرضه القرآن دلالة على الأمن التكويني في سورة الفيل « ألم تر كيف فعل ربُّكَ بأصحاب الفيل. . .» 2.
الأمن التكويني جعل البيت هدىً ومباركاً، ومن هذه الأرضية يصبح الدعاء رسالة. . . وذا معرفة، وليس تقليداً أو ترديداً للصيغ الموروثة، فالحج وتكرار الدعاء في مناسكه يحول الإنسان إلىٰ كلمة طاهرة من كلماته سبحانه. .
إلىٰ حرفٍ ذي إيقاعٍ فريد من حروف القداسة المتعالية، ومعنىٰ أن يكون الإنسان (الحاج) كلمة أو حرفاً في أدعية المناسك هو احتفاظه بالشكل. . وبقابلية التجربة الموضوعية المقروءة، وبوجود ثرٍّ للوصف والوصفية والانطباعية والتعبيرية. ويصحح لنا هذا الحضور الشكلي قبالة الحضور الإعاني في كليه