243الصواب بيدها غير مردود ولا محسود. وأما قولك إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة والخلافة فإن اللّٰه عزّ وجلّ وصف قوماً بالكراهية فقال:
« ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل اللّٰه فأحبط أعمالهم» 1
فقال عمر، هيهاتَ واللّٰه يا ابن عباس قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت كرهت أن أقرَّك عليها فتُزيل منزلتك منّي.
فقلت: وماهي يا أمير المؤمنين؟ فإن كانت حقّاً فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك، وإن كانت باطلاً فمثلي أماط الباطل عن نفسه.
فقال عمر: بلغني أنك تقول: إنما صرفوها عنا حسداً وظلماً.
فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين ظلماً فقد تبين للجاهل والحليم، وأما قولك حسداً فإن إبليس حسد آدم ونحن ولده المحسودون 2.
ومن محاوراته التي استطاع بها أن يلقي الحجة على الخوارج فعاد منهم ألفا رجل وبقي أربعة آلاف علىٰ عنادهم:
لمّا أعلن الخوارج حربهم علىٰ علي عليه السلام، وقبل أن يحاربهم وجّه إليهم عبد اللّٰه بن عباس، فلما صار إليهم رحّبوا به وأكرموه. . .
قالوا: ما جاء بك يا ابن عباس؟
قال: جئتكم من عند صهر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وابن عمّه، وأعلمنا بربّه وسنة نبيّه، ومن عند المهاجرين والأنصار.
فقالوا: إنا أتينا عظيماً حين حكّمنا الرجال في دين اللّٰه؛ فإن تاب كما تُبنا، ونهض لمجاهدة عدوّنا رجعنا.
فقال ابن عباس: نشدتكم اللّٰه إلا ما صدقتم أنفسكم، أما علمتم أن اللّٰه أمر بتحكيم الرجال في أرنب تساوي ربع درهم تصاد في الحرم، وفي شقاق رجل وامرأته؟