227المنظور من الحجر. . أن لونه قاتم مع تلوين ضارب إلى الأحمر، وعليه آثار شقوق، ونقر في الوسط، سطح الحجر مملس جداً من جراء لمسه من قبل الحجاج على مر القرون» .
ثميصف دولتشين موضعالركن اليماني بقوله: «في الزاوية (الجنوبية) ، وعلى العلو ذاته - علو الحجر الأسود -، يوجد حجر مثبت آخر يكرمه المسلمون هو ايضاً، ويسمى باسم هذه الزاوية - ركن اليمن -» .
ثم يصف لنا دولتشين مراحل التاريخ التي مرت على كسوة الكعبة، ووصف مكوناتها من الأقمشة الحريرية السوداء ومبلغ قيمتها كما يقول: «جدران الكعبة مكسوة من الخارج على كل علوها بقماش اسود يسمى الكسوة أو كسوة السعادة، وللمرة الاولى أخذ أحد حكام اليمن، ابو كرب أسعد، يغطي جدران المعبد دليلاً على الاجلال والتكريم الخاص، وفي عهد المأمون، كانوا يغيّرون هذه الكسوة المصنوعة آنذاك من قماش فاتح اللون ثلاث مرات في السنة، ولكن الملك المصري إسماعيل شرع في سنة 1349م يرسل الكسوة من قماش أسود ويغيرها مرة واحدة فقط في السنة؛ وهذه العادة بقيت حتى الوقت الحاضر.
والكسوة عبارة عن قماش أسود حريري سميك جداً مخيط من 8 قطع، ومطوق ثلثها الاعلى بآيات من القرآن الكريم موشاة بالذهب، وهذا القماش يصنعونه كلّ سنة في مصر بمبلغ خاص من أموال الأوقاف قدره 4500 ليرة مصرية، ويرسلونه إلى مكة المكرمة مع المحمل.
وكل سنة يجري تغيير الكسوة في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة؛ وتوضع الكسوة القديمة تحت تصرّف نظار الكعبة، فيبيعها هؤلاء قطعاً من الحجاج؛ اما الكتابات بخيوط الذهب، فتوضع تحت تصرف الشريف؛ وفي السنوات التي يصادف فيها اليوم العاشر من شهر ذي الحجة يوم الجمعة