16الحجر الأسود معلوم والحدّ الفاصل بين الحجر الأسود وباب الكعبة يسمىٰ بالحطيم» .
ويضيف بعد ذلك: أن جماعة كانوا يقولون حين استلامهم الحجر الأسود:
«إني اقبّلك وأعلم أنك لا تضرّ ولا تنفع» ؛ إلّاأنّ المنتمين لأهل البيت عليهم السلام كانوا يجيبونهم بالقول:
«واللّٰه إنّه ليضرّ وينفع» ؛ أي إن هذا الحجر ليس كسائر الأحجار، فإنه ينفع ويضر؛ لأنه يشهد لصالح بعض ويشتكي من غيرهم. ومع أن مسألة الشفاعة والشكوىٰ غير موجودة في هذه الجملة، إلّاأنّ النفع والضرر ناظران لهذا المعنىٰ» .
ويقول المرحوم الطريحي في كتاب مجمع البحرين باب لغة «حطم» :
«تكرر ذكره في الأحاديث» ؛ ثم يتناول المعنى اللغوي لكلمة «حطيم» ويقول:
«هو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود وبين الباب وسمي حطيماً لأن الناس يزدحمون فيه على الدعاء» .
وأفضل الأماكن الموجودة في أطراف البيت، هو هذا المكان. ثم يذكر فضيلة ومنزلة الأماكن الأُخرىٰ بالتسلسل.
لقد ذكرنا فيما مضىٰ نظرية أهل اللغة، وبعض من أهل الحديث حول كلمة «الحطيم» ، إلّاأنّ سيدناالأستاذ قدس سره يقول:
وفسّرت بعض كتب اللغة والجغرافية كلمة الحطيم بهذا المعنىٰ؛ مثلما ورد في «التهذيب» . وجمع بعضٌ المعنيين معاً؛ نظير ما ذكر في «لسان العرب: ص19 «وهو ما بين الركن والباب، وقيل هو الحجر المخرج منهما» وقيل: إن المراد بالحطيم حجرُ إسماعيل.
ويذكر عدة وجوه في تسميته بالحطيم منها:
1 - لأن البيت رُفع وترك فصار محطوماً.
2 - لأن العرب كانت تطرح فيه ما طافت فيه من الثياب فبقي حتىٰ