125عظيمة، عندما امتدت جغرافياً فاستوعبت مناطق نفوذ جديدة. ومنذ وصول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم إلى المدينة وإشادة المسجد النبوي، أضحى المسجد مركزاً فاعلاً في حياة الجماعة المسلمة في المدينة، تلقىٰ من علىٰ منبره المسلمون أنوار الوحي ومعارف القرآن متدفقاً من فم الرسول صلى الله عليه و آله و سلم مباشرة، ويمكن القول: إن هذا المسجد المتواضع في بنائه وعمارته البسيطة احتضن مدرسة فريدة. الكتاب الذي كان محور الدراسة فيها هو القرآن، والمعلم الأول هو رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وتلامذته هم الصحابة. واستمرت هذه المدرسة تنمو وتتكامل، ففي كل يوم تستقبل تلامذة جدد من المسلمين القادمين إلى المدينة للتعرف على الاسلام، ومع مرور الزمن اتسع نطاق العلوم التي تدرس في المسجد، فلم تقف عند دراسة القرآن الكريم وإنما امتدت لتشمل الحديث الشريف، والمغازي والسيرة الشريفة، والفقه، حيث ظهرت أبرز مدارس الفقه الاسلامي المعروفة لدى المسلمين في أروقة هذا المسجد.
المراكز العلمية عند الشيعة:
من المعالم الشاخصة في مسيرة مدرسة أهل البيت الاهتمام بالعلم وتوقير العلماء، كما نقرأ ذلك في تاريخ أتباع هذه المدرسة من الشيعة في مختلف مراحل التاريخ، فلم تمنعهم ظروف الاضطهاد السياسي والقمع العنيف من أجهزة الخلفاء والسلاطين من طلب العلم.
ويمكن القول: إن التشيع تحقق في العلوم الاسلامية بعمق مثلما تحقق وظهر في الثورات الاسلامية منذ عاشوراء وصبغ التاريخ الاسلامي بلون الدم والشهادة. وكما لانحتاج إلىٰ جهد كبير للتدليل علىٰ دور الثوار الشيعة في مقاومة سلاطين الجور، كذلك لا يمكن أن نغفل حجم مساهمات علماء الشيعة عند