50ويُسْتَحَبُّ لها أنْ تَلْبِسَ ثياباً طاهرةً حالةَ النيَّة - فإذا أحْرَمَت نَزَعَتْها إنْ شاءت - وأنْ تَسْتَثْفِرَ 1بَعدَ الحَشْوِ وتَتَنَظّفَ ثمَّ تُحْرِمَ.
ولو تَرَكتِ الإحرامَ لظنّها فَسادَه رَجَعَتْ إلى الميقاتِ مع الإمكان، فإنْ تعذَّر فمِنْ حيثُ أمْكَنَ ولو مِنْ أدنَى الحِلِّ. ثمّ إنْ طَهُرَتْ قبلَ وقتِ الطَوافِ فطاهرةٌ وإلّا أخَّرتْه وما بعدَه مِن الأفعال إلىٰ أنْ تَطْهُرَ أو يَضِيقَ الوقتُ بالتلبُّسِ بالحجِّ، فإنْ ضاقَ ولمّا تَطْهُرَ عَدَلَتْ إلىٰ حجِّ الإفراد، وخَرَجَتْ إلىٰ عَرَفَةَ بإحرامِها الأوّلِ، ثمَ اعْتَمَرتْ بعدَ الحجِّ عمرةً مفردةً وأجْزأها عن فرضها. وكذا لو عَرَضَ الحَيضُ بعدَ الإحرام وقبلَ أنْ تَطوفَ أربعةَ أشواطٍ ولو عَرَضَ بعدَ أنْ طافَتِ الأربعةَ سَعَتْ وأكْمَلَتِ العمرةَ، وأخَّرَتْ بقيّة الطوافِ والصلاة إلىٰ أنْ تَطْهُرَ.
الثاني في الطواف، وهي الحركة الدَوْرية حولَ البيتِ على الوجه المخصوصِ للقربة، وله مقدّماتٌ مَسْنونةٌ وفُروضٌ وسُنَنٌ:
فالمقدّمات: الغسلُ عندَ دخول الحرم، ودخولُه ماشياً حافياً ونعلُه بيده، فمَنَ فَعَلَ ذلك تواضعاً للّٰهتعالىٰ مَحا اللّٰهُ عنه مائةَ ألفِ سيِّئةٍ، وكَتَبَ له مائةَ ألفِ حسنةٍ، وبَنىٰ له مائةَ ألفِ درجةٍ، وقضىٰ له مائةَ ألفِ حاجةٍ. رواه أبانُ بنُ تَغْلِبَ عن الصادق عليه السلام 2.
والدعاءُ عند دخوله، فإذا أرادَ دخولَ مكَّةَ اغْتَسَلَ أيضاً بالأبْطحِ مِنْ بِئرِ مَيْمونٍ أو غيرِه، ولا يُحْدِثَ بعدَه حتّى يدخُلَها.
ويُسْتَحَبُّ الغُسلُ ثالثاً لدخول المسجد الحرامِ، ثمّ يَدخلُه حافِياً خاضِعاً خاشِعاً مِنْ باب بني شَيْبَةَ، وهو بإزاء باب السلام أدْخَلُ منه نحوَ المسجد، ويَقفُ عندَه ويقول:
السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة اللّٰه وبركاته، بسم اللّٰه وباللّٰه
[
ومن اللّٰه
]
3
وما شاء اللّٰه، والسلام علىٰ أنبياء اللّٰه ورُسُله، والسلام علىٰ رسول اللّٰه،