254الأرض صغيراً كان أم كبيراً، وحتّىٰ المرتفعات والمنخفضات الموجودة فيها.
(ص190-194) .
يتّسم وصف الأزرقي لعرفات بنفس الدقّة أيضاً ويشير فيه إلىٰ حدودها وكيفية الوقوف فيها، مع الحديث عن مختلف نقاطها وأماكنها وغير ذلك من الأمور المتعلّقة بها، ثم يعّرج من بعد كلّ هذا علىٰ تعريف مساجد مكّة، والمواضع التي كان يسكنها الصحابة وبعض القبائل.
ويرسم تصويراً دقيقاً لآثار النبي صلى الله عليه و آله و سلم، ودار خديجة، والكثير من الدور والأماكن التي كان كل واحد منها مسرحاً في ذلك العصر لحوادث مصيرية في تاريخ الإسلام، إلّاأن حراب جهل السلاطين اليوم قد ضيّعتها وافقدتها معناها. ومن جملة الأماكن التي يقدّمها لنا مفصّلة في هذا الموضع من الكتاب جبل ثور، وغار حراء، وطريق النبيِّ من غار حراء إلىٰ جبل ثور، ومسجد البيعة (الذي بني في موضع بيعة النبي صلى الله عليه و آله و سلم من أهل يثرب) ، ومسجد الجعرانة، والتنعيم و. . .
الخ. (ص198-209) .
يتناول الأزرقي في فصل آخر من الكتاب مقابر مكّة والمدفونين فيها، ويحدّد أماكنها ومواقعها بدّقة ويذكر مَن هم الأشخاص الدين دفنوا فيها، ويصف أيضاً كيفية دفن الأموات في الجاهلية في المقبرة المعروفة بمقبرة مكّة قرب الحجون، وينتقل منها إلىٰ وصف مقبرة المهاجرين، ويذكر السبب في تسميتها بهذا الاسم. ويشير الأزرقي في هذاالفصل أيضاً إلىٰ وقوف النبي صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ قبر أُمّه آمنة بنت وهب وبكائه عليها والتحدّث من بعد ذلك مع الناس. إلّاأن مثل هذه الأخبار مطعون بها من الوجهة التاريخية.
فالنصوص التاريخية الصحيحة تشير إلىٰ أن آمنة بنت وهب توفيت في «الأبواء» وهي أحد المنازل بين مكّة والمدينة 1ودفنت هناك.
الخبر الآخر الذي ينقله الأزرقي