253شاهقة. والأمطار الغزيرة تؤدي إلىٰ حصول سيول جارفة مع وجود الجبال حتىٰ أن بعض السيول قد حفرت لها أثراً في ذاكرة التاريخ. أورد الأزرقي تحت عناوين «سيول وادي مكّة في الجاهلية» و «سيول وادي مكّة في الإسلام» الكثير من السيول التي وقعت في تلك الأيّام، وأسماء ما كان له اسم منها والسبب في اطلاق تلك التسمية عليه. وهذه النصوص التاريخية تعكس وجهاً من وجوه الجغرافيه الطبيعية لمدينة مكّة ودور السيول في حياة الناس وفي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكنة تلك البقاع آنذاك. (ص166-177) .
تطرق أيضاً إلىٰ ذكر حدود «منىٰ» وموضع إقامة النبيِّ صلى الله عليه و آله و سلم فيها، ومنازل أصحابه أيضاً، ومسجد خيف وطراز بنائه، والمساجد الأخرىٰ في منىٰ، وأول من رمى الجمرات، وكيفية نصب الأوثان علىٰ أرضها، والأعمال الواجب أداؤها هناك، والصورة التي كانت عليها في صدر الإسلام.
(ص172-189) .
أشير هنا إلىٰ أن الأزرقي أورد في ختام حديثه عن «مسجد كبش» خبرين متناقضين بشأنه؛ يظهر في الأول أن الذبيح كان إسحق فيما يدل الثاني علىٰ أنه كان إسماعيل. ومن الواضح أن الروايات الدالة علىٰ إسحاق في هذا المجال قد وُضِعت ونشرت علىٰ يد المفسّرين اليهود. وقد تنبّه المفسرون المسلمون الكبار 1إلىٰ هذه المسألة، ولكن يبدو أن بعضهم كالطبري لم يستطيعوا التخلّص من قبضة تلك الروايات الموضوعة 2.
أَمّا الفصل الذي يليه فيتناول حدود مزدلفة (المشعر الحرام) ، والمسجد القائم في تلك البقعة وتاريخ بنائه، والوقوف في المشعر الحرام. كما ويشير في هذا الفصل إلى السنن الجاهلية التي كانت متعارفة في الحج في ذلك الموضع. وقد وصف الأزرقي بدقّة متناهية كلّ ما يتعّلق بتلك البقعة من