160وقال في رحلته أيضاً:
. . . ويوضع الشمع بين يدي الأئمة في محاريبهم. ومحاريب الأئمة هي المقامات التي ذكرنا إنشاءَها في العهد الفاطمي ليصلّي فيها الأئمة الأربعة 1.
ولا يخفىٰ أن هذا الشكل من إقامة الجماعة شكل سييء ومخالف للوحدة الإسلامية التيّ هي الأساس لتشريع الصلاة بالجماعة ولا يقبله من يعرف القليل من أوليات أحكام الإسلام فضلاً عن كثيرها. ولأجله أنكر بعض العلماء تعدد الجماعات في المسجد الحرام في ذلك العصر.
قال أحمد السباعي: . . . وجاء في حاشية ابن عابدين على الدر المختار أن بعض العلماء أنكروا تعدد الجماعات في ذلك العصر، وأفتوا بعدم جواز ذلك على المذاهب الأربعة ويشير ابن ظهيرة أن تعدد الجماعات بقي في المسجد إلىٰ عهد الشراكسة ثم ألغي، ثم العمل به مرّة أخرىٰ؛ أقول: وقد ظلّ العمل به إلىٰ أن ألغي في عهد الحكومة السعودية الحاضرة 2.
فتبين من ذلك كلّه أن تعدد الجماعات في ساحة المسجد الحرام وقع في أحيان مختلفة وفي خلال الفترات أقيمت الصلوة مع إمام واحد كان يصلّي بالناس وكان محرابه علىٰ وجه الكعبة.
وحينما وصلت الحكومة بأيدي السعوديين بقي أمر الإمامة للصلوة في المسجد الحرام علىٰ حالة واحدة، واستدار المأمومون حول الكعبة المشرفة خلف إمام واحد فقط كما نشاهد الآن.
الجماعة بالاستدارة من الناحية الفقهية:
بما أن استدارة المأمومين حول الكعبة المشرفة في ساحة المسجد الحرام من المسائل الفقهية التي يحتاج المسلمون أن يعلموا الحكم فيها؛ لذلك نرىٰ فقهاء الإسلام، قد تعرضوا لها وبحثوا فيها وأعلنوا آراءَهم الفقيهة