159نجد نصاً أيضاً علىٰ خلاف ذلك، فلذا اكتفينا بالقرائن التي استعرضناها، والمجال لمن يريد التحقيق لأكثر من ذلك، واسع.
بعدما ولدت المذاهب الأربعة السنيّة ووقعت الخلافات بينها انتجت المحاريب الأربعة في المسجد الحرام لأئمتها الأربعة حتى يصلوا فيها.
ولأجل ذلك أقيمت لكل وقت منالأوقاتالخمسة للصلوات الواجبة، أربعة جماعات في الجهات الأربعة للمسجد الحرام، وفي بعض الأحيان إمام خامس لفرقة الزيدية؛ كان يصلّي بالزيديين الموجودين في مكة.
ولايخفىٰ أن صلاة الجمعة وقعت في تلك الفترة في المسجد الحرام وكان الإمام لصلاة الجمعة شخصاً واحداً ولم تنعقد الجمعة متعددة وإن وقعت الصلواة اليومية متعددة.
قال الكردي: . . . وأما عندنا بمكة المشرفة، فإنه بعد أن فتحها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم في السنة الثامنة للهجرة. ودخل الناس في دين اللّٰه أفواجاً وعبدوا اللّٰه تعالىٰ جهاراً ليلاً ونهاراً، أقيمت فيه صلاة الجمعة كبقية الصلوات، فكان الناس منذ العهد الأول يقيمون صلاة الجمعة بالمسجد الحرام إلىٰ عصرنا الحاضر فلا تتعدد صلاة الجمعة بمكة المشرفة أبداً. وكان الناس يحضرون إلى المسجد الحرام لصلاة الجمعة من أماكن بعيدة، كالمعلاّة والحجون والمعابدة، وكالمسفلة وجرول، يحضرون إلى المسجد الحرام بحبّ ورغبة صيفاً وشتاء، ولو في شدّة الحّر والقيظ، بواعز نفسي ودافع ديني، مع وجود مساجد كثيرة في مكة المكرمة. . . 1.
هذا وقد وصف ابن جبير صلاة الأئمة في رحلته إلىٰ مكة المكرمة في عام 578 للهجرة فقال: . . . . وهم أربعة أئمة سنّية وإمام خامس لفرقة تسمّى الزيدية وأشراف هذه البلدة علىٰ مذهبهم وهم يزيدون في الأذان «حيّ علىٰ خير العمل» 2.