158الناس، وقال يعقوب: طوفي من وراء المصلين، قالت: فطفت ورسولاللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم حينئذ يصلي إلى البيت، وهو يقرأ ب « والطور وكتاب مسطور» 1.
يمكن أن يقال: إن الاستدارة للصلاة بالجماعة حول الكعبة المشرفة وقعت في الفترات الأولىٰ من نشأة الإسلام، وبما أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم أمر هُبيرة بن سِبل بن العجلان أن يصلي بالناس في زمن فتح مكة 2؛ وبما أن الصلاة لا يمكن إقامتها بالجماعة إلّا بالاستدارة، لضيق الساحة المقدسة، فيمكن القول بوقوعها في تلك الفترة، واللّٰه العالم.
نعم، ذكر أبو الوليد الأزرقي أن أول من أدار الصفوف حول الكعبة، خالد بن عبد اللّٰه القسري 3.
قال رشدي صالح ملحس: ذكر السنجاري في بعض أولياته أن الحَجاج أول من أطاف الناس حول الكعبة للصلاة وكانوا يصلون صفّاً. ونقل الزركشي أن أول من فعله عبد اللّٰه بن الزبير؛ ويمكن الجمع بين الكلامين بأن ابن الزبير أولاً ثم خالد بعد قتله 4.
وقال الفاكهي: ويقال: إن أول من أدار الصفوف حول الكعبة خالد بن عبد اللّٰه القسري.
حدثنا حسين بن حسن، قال:
إن رَوح بن عُبادة، عن ابن جُريح، قال:
أخبرني عطاء، قال: كان ابن الزبير إذا صلّىٰ بالناس جمعهم أجمعين وراء المقام.
قال: فَعِيب ذلك عليه، فقال له إنسان:
أرأيت إن كان وراء المقام من الناس مالو جمعهم حول البيت أطافوا به واحداً، ولكن فيه فرج أي ذلك أحب اليك؟ فقال: « وترى الملائكة حافّين من حول العرش» 5يقول: صفوفهم حول البيت أحب إليّ 6.
هذا كلّه بالنسبة للمائة الأولىٰ من الهجرة النبوية، علىٰ مهاجرها آلاف التحيّة والسلام.
وعلىٰ ذلك فإن لم نجد نصاً صريحاً يدّل علىٰ إقامة الجماعة بالاستدارة في زمن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، فلم