157عدم بلوغ النكير من واحد منهم عليهم السلام ولا من غيرهم من الصحابة والتابعين، يكشف عن رضاهم عليهم السلام 1.
صلاة أهل مكة:
قال الفاكهي في كتابه أخبار مكة: أخذ أهل مكة الصلاة من ابن جُريج، وأخذها ابن جُريج من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وأخذها الزبير عن أبيبكر، وأخذها أبوبكر من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم من جبرئيل عليه السلام 2.
وأما أبو الوليد الأزرقي فقد نقل خبراً يهمّنا التعرض له وهو:
حدّثني جدّي عن مسلم بن خالد الزنجي وسعيد بن سالم قالا:
حدّثنا ابنُ جُريج قال: قلت لعطاء: إذا قلّ الناس في المسجد الحرام أحبّ اليك أن يصلّوا خلف المقام أو يكونوا صفّاً واحداً حول الكعبة؟ قال: بل يكونوا صفّاً واحداً حول الكعبة، قال: وتلا:
« وترى الملائكة حافّين من حول العرش» 3.
ويمكن أن يستظهر من هذا الخبر بعد التأمل والدقة فيه، والاستظهار من بعض الأخبار الأخرىٰ أن أهل مكة حينما اجتمعوا في المسجد الحرام اجتماعاً ضخماً للصلاة بالجماعة، كانوا قد استداروا حول الكعبة المشرفة لضيق المكان؛ لأنه لا محيص منها، إلّاأن يقال بعدم انعقاد الجماعة في تلك الفترة وعدم وقوعها وهذا بعيد جدّاً إن لم نقل ببطلانه.
مَن أدار الصفوف حول الكعبة المعظمة؟
لم أجد نصّاً صريحاً بأن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم كان أول من أدار الصفوف حول الكعبة المعظمة، ولكنا إذا أمعنا النظر في القرائن التأريخية التيّ ذكرنا بعضها، وفي هذه الرواية التي نقلها الفاكهي في كتابه:
. . . عن أمّسلمة زوج النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم أنها قالت: شكوت إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم أني أشتكي، فقال صلى الله عليه و آله و سلم: طوفي من وراء