123ثم راح النووي يواصل حديثه: قوله صلى الله عليه و آله و سلم (لولا حداثة عهدهم) هو بفتح الحاء أي قربه. قوله صلى الله عليه و آله و سلم (فإن بدا لقومك) هو بغير همزة يقال بدا له في الأمر بداء بالمد أي حدث له فيه رأي لم يكن وهو ذو بدوات أي يتغير رأيه والبداء محال على اللّٰه تعالى بخلاف النسخ. قوله (فهلمي لأريك) هذا جار علىٰ إحدى اللغتين في هلم قال الجوهري تقول هلم يا رجل بفتح الميم بمعنىٰ تعال قال الخليلي أصله لم من قولهم لم اللّٰه شعثه أي جمعه كأنه أراد لم نفسك الينا أقرب أقرب وها للتنبيه وحذفت ألفها لكثرة الاستعمال وجعلا اسماً واحداً يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فيقال في الجماعة هلم هذه لغة أهل الحجاز قال اللّٰه تعالىٰ « والقائلين لأخوانهم هلم إلينا» وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين هلما» وللجمع هلموا وللمرأة هلمي وللنساء هلممن والأول أفصح هذا كلام الجوهري. قوله صلى الله عليه و آله و سلم (حتى إذا كاد أن يدخل) هكذا هو في النسخ كلها كاد أن يدخل وفيه حجة لجواز دخول أن بعد كاد وقد كثر ذلك وهي لغة فصيحة ولكن الأشهر عدمه قوله (فنكت ساعة بعصاه) أي بحث بطرفها في الأرض وهذه عادة من تفكر في أمرمهم. قوله.
وأما ما ذكره صاحب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول، الشيخ ناصف 1فعن عائشة أيضاً: كنتُ أُحب أن أدخل البيت، وأُصلي فيه، فأخذ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بيدي فأدخلني في الحجر فقال: صلي في الحجر إن أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت. فإن قومك اقتصروا حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت. رواه أصحاب السنن وصحّحه الترمذي.
وذكر الشيخ ناصف في هامش هذا الحديث ما نصه «الحِجر الجزء المتصل بالكعبة من الجهة الشمالية المحيط به جدار قصير وهو من الكعبة، وتركته قريش لقلة النفقة التي أعدوها لبنائها من كسبهم الطيب، فإن أبا وهب المخزومي قال