121من فضل الكعبة فيرون تغييرها عظيماً فتركها صلى الله عليه و آله و سلم ومنها فكر ولي الأمر في مصالح رعيته واجتنابه ما يخاف منه تولد ضرر عليهم في دين أو دنيا إلّاالأمور الشرعية كأخذ الزكاة وإقامة الحدود ونحو ذلك ومنها تألف قلوب الرعية وحسن حياطتهم وأن لا ينفروا ولا يتعرض لما يخاف تنفيرهم بسببه مالم يكن فيه ترك أمر شرعي كما سبق. قوله صلى الله عليه و آله و سلم (لولا حدثان قومك) هو بكسر الحاء وإسكان الدال أي قرب عهدهم بالكفر واللّٰه أعلم. قوله (فقال عبد اللّٰه بن عمر لئن كانت عائشة سمعت هذا) قال القاضي ليس هذا اللفظ من ابن عمر علىٰ سبيل التضعيف لروايتها والتشكيك في صدقها وحفظها فقد كانت من الحفظ والضبط بحيث لا يستراب في حديثها ولا فيما تنقله ولكن كثيراً ما يقع في كلام العرب صورة التشكيك والتقرير المراد به اليقين كقوله تعالى « وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلىٰ حين» وقوله تعالىٰ « قل إن ضللت فإنما أضل علىٰ نفسي وإن اهتديت» الآية. قوله صلى الله عليه و آله و سلم (لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية أو قال بكفر لأنفقت كنز الكعبة في سبيل اللّٰه) فيه دليل لتقديم أهم المصالح عند تعذر جميعها كما سبق إيضاحه في أول الحديث وفيه دليل لجواز انفاق كنز الكعبة ونذورها الفاضلة عن مصالحها في سبيل اللّٰه لكن جاء في رواية لأنفقت كنز الكعبة في بنائها وبناؤها من سبيل اللّٰه فلعله المراد بقوله في الرواية الأولىٰ في سبيل اللّٰه واللّٰه أعلم. ومذهبنا أن الفاضل من وقف مسجد أو غيره لا يصرف في مصالح مسجد آخر ولا غيره بل يحفظ دائماً للمكان الموقوف عليه الذي فضل منه فربما احتاج اليه واللّٰه أعلم.
قوله صلى الله عليه و آله و سلم (ولأدخلت فيها من الحجر) وفي رواية وزدت فيها ستة أذرع من الحجر فإن قريشاً اقتصرتها حين بنت الكعبة وفي رواية خمس اذرع وفي رواية قريباً من سبع أذرع وفي رواية قالت عائشة سألت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم عن الجدار أمن البيت هو قال نعم وفي رواية لولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية