120يحجونه، ولا يعلمون مكانه حتى بوّأه اللّٰه لإبراهيم فبناه علىٰ أساس آدم. . . .
وأدخل الحجر في البيت ثم راح في شرحه يذكر بناء قريش فيقول. . . . . ونقصوا من طولها ومن عرضها أذرعاً أدخلوها في الحجر لضيق النفقة بهم، . . .
وأما عن بناء ابن الزبير. . . وبناها علىٰ قواعد إبراهيم وأعاد طولها علىٰ ما هو عليه الآن، وأدخل من الحجر تلك الأذرع. . حتىٰ كتب عبد الملك إلى الحجاج «أما ما زاده في طولها فأقره وأما ما زاد في الحجر فرّده إلىٰ بنائه. ثم ندم علىٰ إذنه للحجاج في هدمها ولعن الحجاج. وبقي بناء الحجاج إلى الآن 1.
وقد ذكر النووي شارح صحيح مسلم 2شرحاً وافياً مفيداً بدأه بالرواية العامية عن عائشة التي تكاد أن تكون الوحيدة في موضوع نقصان الكعبة، ودخول شيء من مساحتها يقدره بنحو 5-7 أذرع في الحِجر. . ورأيت أن أنقل نصّ هذا الشرح أو بعضه الذي يخصّ الموضوع لما فيه من فوائد تأريخية ونكات فقهية ولغوية. ولأنه يبين وجهة نظر هذا الفريق. قوله صلى الله عليه و آله و سلم (لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم فإن قريشاً حين بنت البيت استقصرت ولجعلت لها خلفاً) وفي الرواية الأخرىٰ اقتصروا عن قواعد إبراهيم وفي الأخرىٰ فإن قريشاً اقتصرتها وفي الأخرىٰ استقصروا من بنيان البيت وفي الأخرىٰ قصروا في البناء وفي الأخرىٰ قصرت بهم النفقة. قال العلماء هذه الروايات كلها بمعنىٰ واحد ومعنىٰ استقصرت قصرت عن تمام بنائها، واقتصرت علىٰ هذا القدر لقصور النفقة بهم عن تمامها وفي هذا الحديث دليل لقواعد من الأحكام منها إذا تعارضت المصالح أو تعارضت مصلحة ومفسدة وتعذر الجمع بين فعل المصلحة وترك المفسدة بدىء بالأهم لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أخبر أن نقض الكعبة وردها إلىٰ ما كانت عليه من قواعد ابراهيم عليه السلام ولكن تعارضه مفسدة أعظم منه وهي خوف فتنة بعض من أسلم قريباً وذلك لما كانوا يعتقدونه