53وهي قد أحلّت فوجد ريحاً طيّبة ووجد عليها ثياباً مصبوغة فقال: ما هذا يا فاطمة؟ فقالت: أمرنا بهذا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله. فخرج عليّ عليه السلام إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله مستفتياً، فقال: يا رسول ا للّٰهإنّي رأيت فاطمة قد أحلّت وعليها ثياب مصبوغة؟ فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: أنا أمرت النّاس بذلك فأنت يا عليّ بما أهللت؟ قال: يا رسول اللّٰه إهلالاً كإهلال النبي، فقال له رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: قرّ علىٰ إحرامك مثلي وأنت شريكي في هديي، قال: ونزل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزل الدّور فلمّا كان يوم التّروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلّوا بالحجّ وهو قول اللّٰه عزّ وجلّ الذي أنزل علىٰ نبيّه صلى الله عليه و آله: « فاتّبعوا ملّة أبيكم إبراهيم» 1فخرج النبيُّ صلى الله عليه و آله وأصحابه مهلّين بالحجّ حتىٰ أتى منى فصلّى الظّهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر ثمّ غدا والنّاس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون النّاس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقريش ترجو أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل اللّٰه تعالى عليه: « ثمّ أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا اللّٰه» 2يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم، فلمّا رأت قريش أنّ قبّة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قد مضت كأنّه دخل في أنفسهم شيء للّذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم حتىٰ انتهى إلى نمرة وهي بطن عرنة 3بحيال الأراك فضربت قبّته وضرب النّاس أخبيتهم عندها فلمّا زالت الشمس خرج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ومعه قريش وقد اغتسل وقطع التلبية حتىٰ وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم، ثمّ صلّى الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثمّ مضى إلى الموقف فوقف به