52في سلخ أربع من ذي الحجّة 1فطاف بالبيت سبعة أشواط ثمّ صلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام ثمّ عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أوَّل طوافه ثمّ قال: إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه فأبدء بما بدء اللّٰه تعالى به وإن المسلمين كانوا يظنّون أنّ السّعي بين الصّفا والمروة شيء صنعه المشركون فأنزل اللّٰه عزّ وجلّ:
« إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما» 2ثمّ أتى الصفا فصعد عليه واستقبل الرّكن اليماني فحمد اللّٰه وأثنى عليه ودعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مترسّلاً ثمّ انحدر وعاد إلى الصّفا فوقف عليها ثمّ انحدر إلى المروة حتىٰ فرغ من سعيه، فلمّا فرغ من سعيه وهو على المروة أقبل على النّاس بوجهه فحمد اللّٰه وأثنى عليه ثمّ قال: إنّ هذا جبرئيل - وأومأ بيده إلى خلفه - يأمرني أن آمر من لم يسق هدياً أن يحلّ ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم 3ولكنّي سقت الهدي ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحلّ حتّى يبلغ الهدي محلّه؛ قال: فقال له رجل من القوم: لنخرجنّ حجّاجاً ورؤسنا وشعورنا تقطر 4؟ فقال له رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله: أما إنّك لن تؤمن بهذا أبداً، فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكناني: يا رسول اللّٰه عُلّمنا ديننا كأنّا خلقنا اليوم فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟ فقال له رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: بل هو للأبد إلى يوم القيامة، ثمّ شبك أصابعه وقال: دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة، قال: وقدم علي عليه السلام من اليمن علىٰ رسول اللّٰه وهو بمكة فدخل علىٰ فاطمة عليها السلام