51بيده، وأعطى عليّاً فنحر ما غبر 1، وأشركه في هديه، ثمّ أمر من كلّ بدنةٍ ببضعةٍ 2، فجعلت في قدرٍ، فطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثمّ أفاض رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إلى البيت، فصلّى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطّلب وهم يسقون علىٰ زمزم، فقال: «انزعوا بني عبد المطّلب لولا أن يغلبكم الناس علىٰ سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه.
رواية معاوية بن عمار في حجّة الوداع في الكافي:
عليّ بن إبراهيم، عن أبيه؛ ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال: إنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحجّ ثمّ أنزل اللّٰه عزّ وجلّ عليه: « وأذن في الناس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلىٰ كل ضامرٍ يأتين من كلّ فجٍ عميق» 3، فأمر المؤذّنين أن يؤذنوا بأعلىٰ أصواتهم بأنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يحجُّ في عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب واجتمعوا لحجّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وإنّما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئاً فيصنعونه فخرج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في أربع بقين من ذي القعدة فلمّا انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثمّ خرج حتىٰ أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر وعزم بالحجّ مفرداً وخرج حتىٰ انتهى إلى البيداء عند الميل الأوّل فصفّ له سماطان 4فلبّى بالحجّ مفرداً وساق الهدي ستّاً وستيّن أو أربعاً وستّين حتىٰ انتهى إلى مكة