47ماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، ما عمل به من شيء عملنا به، فأهلَّ بالتوحيد «لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمةَ لك والملك، لا شريك لك» وأهلّ الناس بهذا الذي يهلُّون به، فلم يرُدَّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله عليهم شيئاً منه. ولزم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله تلبيته. قال جابر: لسنا ننوي إلّا الحجّ. لسنا نعرف العمرة. حتىٰ إذا أتينا البيت معه، استلم الركن، فرمل ثلاثاً:
ومشى أربعاً، ثمّ قام إلى مقام إبراهيم، فقال: « واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى» فجعل المقام بينه وبين البيت. فكان أبي يقول: ولا أعلمه إلّاذكره عن النبي صلى الله عليه و آله:
إنّه كان يقرأ في الرّكعتين: قل يا أيّها الكافرون وقل هو اللّٰه أحد، ثمّ رجع إلى البيت فاستلم الركن، ثمّ خرج من الباب إلى الصّفا، حتى إذا دنا من الصّفا قرأ «إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه نبدأ بما بدأ اللّٰه به» 1فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتّى رأى البيت، فكبَّر اللّٰه وهلّله وحمده، وقال: «لا إله إلّااللّٰه وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» ثمّ دعا بين ذلك وقال مثل هذا ثلاث مرّات، ثمّ نزل إلى المروة، فمشى حتىٰ أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصّفا، فلمّا كان آخر طوافه على المروة قال: «لو أنّي استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسُق الهدي، وجعلتهما عمرةً، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة» فحلّ الناس كلّهم وقصّروا، إلّاالنبيّ صلى الله عليه و آله ومن كان معه الهدي، فقام سراقة بن مالك جُعشُم فقال: يا رسول اللّٰه! ألعامنا هذا أم لأبد الأبد؟ قال:
فشبَّك رسول اللّٰه أصابعه في الأخرى وقال: «دخلت العمرة في الحج هكذا» 2