46قال: دخلنا علىٰ جابر بن عبد اللّٰه، فلمّا انتهينا إليه سأل عن القوم، حتىٰ انتهى إليَّ فقلتُ: أنا محمد بن عليّ بن الحسين. فأهوى بيده 1إلى رأسي فحلّ زِرّي 2الأعلى، ثمّ حلّ زرّي الأسفل، ثمّ وضع كفّه بين ثدييَّ، وأنا يومئذٍ غلامٌ شاب. فقال:
مرحباً بك، سل عمّا شئت، فسألته وهو أعمى، فجاء وقت الصلاة، فقام في نساجةٍ 3ملتحفاً بها، كلما وضعها علىٰ منكبيه رجع طرفا إليه، من صغرها، ورداؤه إلى جانبه على المشجب 4، فصلّى بنا. فقلت: أخبرنا عن حجة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فقال بيده 5، فقعد تسعاً وقال: إنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله مكث تسع سنين لم يحج فأذّن 6في الناس في العاشرة: أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حاجّ 7، فقدم المدينة بشر كثير، كلّهم يلتمس 8أن يأتمّ 9برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ويعمل بمثل عمله. فخرج وخرجنا معه، فأتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمّد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: كيف أصنع؟ قال: «اغتسلي واستثفري 1010 بثوبٍ وأخرمي» فصلّى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في المسجد ثمّ ركب القصواء 1111. حتّى إذا استوت 1212 به ناقته على البيداء 1313 (قال جابر) نظرت إلى مدّ بصري 1414 من بين يديه، بين راكبٍ