48مرّتين «لا، بل لأبد الأبد» 1، وقدم عليٌّ ببُدنِ 2النبيّ صلى الله عليه و آله. فوجد فاطمة ممّن حلّ، ولبست ثياباً صبيغاً، واكتحلت فأنكر ذلك عليها عليّ، وقالت: أمرني أبي بهذا، فكان عليّ يقول بالعراق: فذهبتُ إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله مُحرّشاً 3علىٰ فاطمة في الذي صنعته، مستفتياً رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في الذي ذكرت عنه، وأنكرتُ ذلك عليها، فقال:
«صدقت، صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحج؟» قلت: اللّهمّ! إنّي أهلُّ بما أهلَّ به رسولك صلى الله عليه و آله، قال: «فإنّ معيَ الهدي فلا تُحلّ» قال: فكان جماعة الهدي الذي جاء به عليّ من اليمن، والذي أتى به النبي صلى الله عليه و آله من المدينة، مائة. ثمّ حلّ الناس كلّهم وقصّروا، إلّاالنبي صلى الله عليه و آله ومن كان معه هدي، فلمّا كان يوم التروية وتوجّهوا إلى منى، أهلّوا بالحجّ فركب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فصلّى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح. ثمّ مكث قليلاً حتىٰ طلعت الشمس، وأمر بقبّة من شعرٍ فضُربت له بنمرة 4، فسار رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، لا تشكُّ قريش إلّاأنّه واقفُ عند المشعر الحرام أو المزدلفة، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية.
فأجاز 5رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حتّى أتى عرفة فوجد القبّة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتىٰ إذا زاغت 6الشمس، أمر بالقصواء فرُحلت 7له. فركب حتىٰ أتى بطن الوادي 8. فخطب الناس فقال: «إنّ دماءكم 9وأموالكم عليكم حرام كحُرمة