219تحت عنوان إشاعة الفاحشة، لكنني آمل لها أن تقرأ بروحية قرآنية.
إنّ الأحداث المؤلمة التي أدّت إلى انتهاك حرمة وقداسة الحرمين ليست إلّا مورداً من موارد الفتنة للمسلمين عن دينهم، سواء في الأرض المقدسة نفسها أو بعيداً عنها، وبالتالي يصير الأسى الذي تستحضره هذه القراءة السريعة، مما لابدّ منه في محاولة بناء التاريخ القادم علىٰ أساس الاستفادة من تجاربنا السابقة.
وإنّ كلّ حدث مذكور هنا يستحق بنفسه دراسة مستفيضة، وله العديد من المراجع والمصادر استغنيتُ عن ذكرها هنا؛ لأنني آمل من الأساتذة الباحثين أن يفيدونا عنها بصورة مستقلة محقّقة للغرض الذي ذكرته، خصوصاً أن هذه الضرورة تحتمها إحدى نتائج الاستقراء للحوادث، من جهة أنّ العدد الكبير من الانتهاكات يجعل الأجيال المتتابعة للمسلمين مشاهدة وبصورة مباشرة علىٰ أحد هذه الحوادث على الأقل. وهناك أمرٌ آخر تؤكده إشارات هذه الفهرسة وهو:
أنّ الجعل الإلهي للأمن في الحرم جعلٌ تشريعي لا تكويني، وبالتالي لابدّ لنا من ايجاد الضوابط المساعدة على ايجاد الأمن للحجاج، وتسهيل شؤون ومجريات هذه العبادة بحيث تؤدي إلى الغاية منها.
1 - حملة أبرهة في عام الفيل حيث دفع اللّٰه عن البيت الحرام بالطير الأبابيل.
2 - سنة 35 هجرية الموافقة 655 ميلادية في 18 ذي الحجة قتل عثمان بن عفان الخليفة الثالث، وكانت مدة خلافته 12 سنة إلّا12 يوماً وذلك في المدينة المنوّرة.
3 - سنة 40 هجرية الموافقة 660 ميلادية بعث معاوية بسرَ بن أرطاة في عسكر إلى الحجاز فقدم المدينة، وعامل علي عليه السلام عليها هو أبو أيوب الأنصاري فهرب، ودخل بسر المدينة وسفك الدماء، واستكره الناس