189ويلتمسون البركة ثم ينصرفون 1.
قال «رفعت باشا» : قد زرنا هذه المقابر وقت مرورنا بها، ويحيط بالمقبرة سور قديم مَبْن بالحجارة وبها قبور كثير من الصحابة، وبالشق الأيسر قبة شاهقة على قبر السّيدة خديجة أُمّ المؤمنين - رضي اللّٰه عنها - وبه أيضاً جملة قباب قيل لنا: إنها على مقابر عبد مناف وعبد المطلب بن هاشم أجداد النبيِّ صلى الله عليه و آله وكذلك قبة على قبر عمّه أبي طالب 2.
تحظى منطقة الحجون - إضافةً إلى ما لها من أهمية بسبب عظمة الشخصيات المدفونة فيها - بقداسة خاصة لدى المسلمين ولا سيما أهل السنة، وذلك لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله حينما عاد من المدينة ودخل مكّة، دخلها من هذه المنطقة وسكن فيها.
ابو الوليد قال: حدّثني جدّي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج قال:
أخبرني عطاء أنّ النبيَّ صلى الله عليه و آله بعدما سكن المدينة كان لا يدخل بيوت مكّة، قال: إذا طاف بالبيت انطلق إلى أعلى مكّة فاضطرب به الأبنية، قال عطاء: في حجته فعل ذلك أيضاً، ونزل أعلى مكّة قبل التعريف، وليلة النفر نزل أعلى الوادي.
ونقل عن أبي رافع أنه قال: قيل للنبيِّ صلى الله عليه و آله يوم الفتح: أَلا تنزل منزلك بالشعب؟ قال: وهل ترك لنا عقيل منزلاً؟ قال: وكان عقيل بن أبي طالب باع منزل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ومنازل أخوته من الرجال والنساء بمكة حين هاجروا، ومنزل كلِّ مَن هاجر من بني هاشم فقيل لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: فانزل في بعض بيوت مكّة في غير منزلك، فأبىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقال: لا أدخل البيوت. فلم يزل مضطرباً بالحجون لم يدخل بيتاً، وكان يأتي المسجد من الحجون 3.
ونقل أيضاً عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جدّه قال:
رأيت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله مضطرباً بالحجون في الفتح يأتي لكل صلاة 4.