190وسكن أبو موسى الأشعري في هذا الشعب بعد انصرافه من الحكمين، وله على فم الشعب سقيفة وقال كثير بن كثير السهمي له:
سكنوا الجزع جزع بيت أبي موسى
إلى النخل من صفى السباب
وعلى باب الشعب بئر لأبي موسى، وكانت تلك البئر قد دثرت واندفنت حتى نثلها بغا الكبير أبو موسى، ونفض عامتها، وبناها بنياناً محكماً، وضرب في جبلها حتى انبط ماؤها، وبنى بحذائها سقاية، وجنابذ يسقي فيها الماء، واتخذ عندها مسجداً، وكان نزوله هذا الشعب حين انصرف عن الحكمين، وكانت فيه قبور أهل الجاهلية فلما جاء الإسلام حولوا قبورهم إلى الشعب الذي بأصل ثنية المدنيين الذي هو اليوم فيه، فقال أبو موسى حين نزله: أجاور قوماً لا يغدرون، يعني أهل المقابر 1.
وجاء في الروايات التاريخية: حينما ولد الرسول صلى الله عليه و آله سمع قائل يقول فوق الحجون:
فأقسم ما أنثى من الناس أنجبت
وروى أبي سلمة، أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقف عام الفتح على الحجون، ثم قال [ لأرض مكّة ] : واللّٰه إنك لخير أرض اللّٰه، وإنك لأحبّ أرض اللّٰه إلى اللّٰه، ولو لم أُخرج منك ما خرجتُ. . . 3.
وكان أيضاً لابن أبي ذر في أصل الحجون دار كان يسكنها 4بعض الناس يتصوّرون أن النبيَّ صلى الله عليه و آله وقومه وأنصاره قد بقوا في هذه المنطقة لمدّة ثلاث سنين محاصرين من قبيلة قريش، ويعدّون هذا المكان شعب أبي طالب، إلّا أنّ هذا التصوّر غير صحيح، فشعب أبي طالب يقع قرب المسجد الحرام وإلى جبل أبي قبيس.