187في مؤلفاته، أسماء بعض الصحابة والتابعين والعلماء والعرفاء المدفونين في هذه المقبرة 1.
كانت مقبرة الحجون قبل تسلّط الوهابيين موضع اهتمام خاص من أهل مكّة وحجّاج بيت اللّٰه الحرام، وكان الناس يقصدونها لزيارة القبور.
قال محمد حسين هيكل في كتابه - في منزل الوحي - ما يلي:
وقبور المعلاة مسوّاة بالأرض اليوم، وهي لم تكن كذلك قبل أن يدخل الوهابيون الحجاز. ويفصل بينها وبين الطريق منحدر من الأرض يسمو بها، وبما تحويه من ذكريات إلى سفح الجبل. وإنك لترى بها على رؤوس قبور شواهد نفشت عليها بالخطّ الكوفي أو بالخطّ الثلث الجميل آيات قرآنية في أغلب الأمر، وأسماء ساكني هذه القبور في بعض الأحيان، ولقد صحبنا حارس المقبرة في مسيرنا يهدينا أثناءها إلى مقابر بعض الصحابة والتابعين.
وتقدمنا غير بعيد، ثم وقف يشير بإصبعه إلى قبر ذكر أنّه قبر عبد اللّٰه بن الزبير. . . وإلى جانب قبر ابن الزبير أشار الحارس إلى قبر آخر ذكر أنه قبر أُمّه أسماء بنت أبي بكر. ومدّ الحارس بصره إلى ناحية الجبل من الشمال ومددنا البصر معه، فأشار الى جدار قائم في سفح الجبل يحجب ما وراءه ولم ينبِس ببنت شفة. أمّا الشيخ عبد الحميد حديدي 2فقد أخبرني أنّ الوهابيين شادوا هذا الجدار ليستروا به قبر خديجة أُمّ المؤمنين، وقبور بني هاشم من أجداد الرّسول عن الأعين، وليحولوا بين الحجاج وزيارتها للتبرّك بها؛ لأنّهم يرون في الزيارة والتبرك إثماً هو إثم الشرك باللّٰه، أو اتخاذ هذه القبور زُلْفَى إليه.
وتقدّمنا الشيخ عبد الحميد إلى ناحية هذا الجدار متخطِّياً المقبرة التي كنّا بها إلى فضاء يعترض السبيل إليه عارض من خشب سُدَّ به الطريق. . . وبعد هنيهة أشار إلى قبر على يسار الداخل قال: إنّه قبر خديجة بنت خويلد أُمّ