151
الحجر الأسود
محسن الأسدي
في ذلك الوادي الذي وصفه اللّٰه - تعالى - بأنه (غير ذي زرع) يرفع إبراهيم وإسماعيل قواعدَ البيت الحرام، وعيونهما بين لحظة وأخرى ترمقان السماء، ويدعوان اللّٰه - تعالى - أن يتقبل عملهما ويجعله خالصاً لوجهه الكريم « وإذ يرفع إبراهيمُ القواعد من البيت وإسماعيلُ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم» 1.
وما إن وصلا ببناء الكعبة إلى المكان الذي شاء اللّٰه - تعالى - أن يوضع فيه الحجر الأسود (الركن الشرقي من جدار الكعبة، بينه وبين الأرض ذرعان وثلثا ذراع، مقابل زمزم. .) 2حتىٰ أمر إبراهيمُ إسماعيلَ قائلاً: اِئتني بحجر ليكون علماً للناس، يبتدئون منه الطواف. فأتاه بحجر لم يرضه. . . وبعد هنيئة وإذا بحجر بين يدي إبراهيم. فيعجب إسماعيل لهذا، ويسأل: من أين جاء هذا الحجر؟ فيُجيبه إبراهيم: جاءني به جبريل من عند مَن لم يتكل علىٰ بنائي وبنائك، ولم يكلني علىٰ حجرك 3.