143الفلسطيني، ثمّ سميت «يبوس» باسم العشيرة الفلسطينية التي كانت تسكنها، أما «أُورشليم» فقد بدأ بناءَها داودُ وأتمّها سليمان، كلّ ذلك بعد موسىٰ بخمسمائة سنة، وهما عند اليهود من الملوك وليسا من الأنبياء، ولا الكهنة!
وكان اليهود - أو بنو إسرائيل - يجعلون من الأشجار والجبال والتلال وعيون الماء والآبار مزارات يحجّون إليها ويتبرّكون بها، ويبنون عندها معابدهم 1.
ولا يفوتنا أن نذكر «بئر الحيّ الرائي» بالقرب من الخليل، وقبالة سنديانة قمراً، وكثير من اليهود يحجّون إليها حتى اليوم، لما جاء في التوراة:
«وكان بعد موت إبراهيم أنّ اللّٰه بارك إسحق ابنه، وأقام إسحق عند بئر الحيّ الرائي. . .» 2.
كما سبق ذكر التبرك بهذه البئر، إذ تزوج عندها إسحق من رفقة، قبل موت أبويه إبراهيم وسارة 3.
أما معبد «بيت إيل» الذي أقامه يعقوب في أرض كنعان بالقرب من نابلس، فقد كان المكان الأول الذي يحج إليه بنو إسرائيل حتىٰ بعد أن شيّد سليمان الهيكل في القدس، ولم يفقد منزلته هذه إلّابعد انشطار مملكة سليمان نصفين بعد وفاته:
السامرة شمالاً وكانت مملكة معادية لأُسرة داود وسليمان في الجنوب، وتسمّي نفسها إسرائيل! واستمرّت في الحجّ إلى «بيت إيل» . أمّا أُسرة يهوذا المنحدرة من داود وسليمان فكانت تحج إلى «الهيكل» في أُورشليم، وهو الاسم الذي اشتهرت به منذ سليمان.
الحج قبل الإسلام وبعده:
تعدُّ أيام الحج وما بعدها أعياداً تقام بها الأفراح لإدخال السرور إلى قلب الأرباب. ويكون الحج بالدعاء وبمخاطبة الآلهة، غير أنّ بعض الجاهليين كان يحجّ صامتاً أي من دون كلام.
وقد تميّز الشهر الذي يقع فيه الحج عن الأشهر الأُخرىٰ بتسميته بشهر ذي