129فمن أحبّ اللّٰه عزّ وجلّ أحبّه اللّٰه، ومن أحبّه اللّٰه كان من الآمنين» 1.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام:
«إنّ قوماً عبدوا اللّٰه رغبةً فتلك عبادة التجار، وإنّ قوماً عبدوا اللّٰه رهبةً فتلك عبادة العبيد. وإنّ قوماً عبدوا اللّٰه شكراً فتلك عبادة الأحرار» 2.
يقول الشيخ محمد مهدي النراقي في كتابه القيّم «جامع السعادات» في التعليق على الروايات الواردة في «عبادة الأحرار» :
«لا ريب في أنّ العبادة على الوجه الأخير لا نسبة لمنزلتها ودرجتها إلى درجة العبادة على الوجهين الأوّلين، فإنّ من تنعّم بلقاء اللّٰه والنظر إلى وجهه الكريم يسخر ممّن يلتفت إلى وجه الحور العين» 3.
«تكبيرة الإحرام» و «التلبية» :
وقد أودع اللّٰه تعالى في «الحج» كنوزاً من الوعي، والإخلاص، والانفتاح، والإقبال على اللّٰه، والإعراض عمّا دون اللّٰه، والكدح، والتسليم، والتوحيد، والاخلاص، والتوكل، والذكر، والولاء، والبراءة، وغير ذلك من أبواب المعرفة والكدح إلى اللّٰه، ومفتاح هذه الكنوز جميعاً «التلبية» ، ولا ينال الحاج ما أودع اللّٰه تعالى في الحجّ من هذه الكنوز إلّاإذا أحسن التلبية.
ومن لا يحسن التلبية لا ينال من حجّه الكثير، وكلّ ما كان حظّ الحاج أكثر من الإقبال والانفتاح على اللّٰه في التلبية كان حظّه من مواهب الحجّ أكثر.
وشأن «التلبية» في الحجّ شأن «تكبيرة الإحرام» في الصلاة. فإنّ الصلاة كنز، ومفتاح هذا الكنز تكبيرة الإحرام. ومن أحسن «تكبيرة الإحرام» في الصلاة فتح اللّٰه تعالى عليه كنوز الصلاة، ومن لم يحسن تكبيرة الاحرام، كانت صلاته هيكلاً من دون روح.