18ولكن احتجاج المسيحيّة على اليهود المستند إلى نسخ الكتاب السابق بواسطة الكتاب اللاحق، احتجاج حق وصحيح.
رأي الزمخشري:
يعتقد الزمخشري بأن اللّٰه - تعالى - يحقر المتحاججين في كلا الموردين ويوبخهم. وهو يفسر قوله تعالى «ها أنتم هؤلاء» علىٰ هذا النحو:
«ها أنتم هؤلاء الجهلاء قد حاججتم فيما لكم به علم، وتحدث حوله كتابكم أيضاً، فلم تحاجّون فيما ليس لكم به علم، ولم يَرِدْ في التوراة والإنجيل كلامٌ حوله؟ !» .
تناسب ظاهر الآية مع بيان الزمخشري:
بما أنّ الجملة تبدأ بحرفي تنبيه (ها أنتم هؤلاء) - اللذين وضعا لتحذير الغافل - فهي إذن أنسب للدلالة على التحقير. اضافة لذلك، هناك آية أخرىٰ في القرآن الكريم، استعملت فيها (هاء) التنبيه للتحقير؛ كما هو الحال في قوله تعالى:
«ها أنتم هؤلاء تُدعَون لتنفقوا في سبيل اللّٰه» 1؛ كالذي يعدّ نفسه للامتحان في كتابٍ لم يطالعه، ولمّا ينجح في الكتاب الذي قرأه. فيقال له هنا: إنك لم تفلح في الخروج مرفوع الرأس من امتحان الكتاب الذي طالعته، فأنّى لك أن تمتحن في كتابٍ لم تقرأه؟ !
ولذا يقال لأهل الكتاب: ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم، وتحدّث به كتابكم عن موسىٰ وعيسىٰ ورسول اللّٰه - عليهم صلوات اللّٰه - وفشلتم، فكيف تحاجّون في شريعةٍ لا اطلاع لكم بها اطلاقاً، ولم يَرِدْ لها ذكرٌ في كتابكم.
«ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن حنيفاً مسلماً. . .» 2.