17
الاحتجاج غير العقلائي والاستدلال غير المنطقي:
إنّ المناظرة غير العقلائية لكل منهم تتمثل بقولهم: «إنّ إبراهيم الخليل عليه السلام منّا» ، ولذا من البديهي أن يكون ذم القرآن وتوبيخه لهم في هذا المحور فقط؛ لأن مثل هذه المناظرة لا تستند إلى برهان عقلي، ولا يوجد أيضاً في كتابهم السماوي حديث بهذا الخصوص، لكي تستند مناظراتهم إلى الوحي.
يقول القرآن الكريم بهذا الخصوص: «ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارةٍ من علمٍ إن كنتم صادقين» 1.
أما كون المسلمين يعدّون النبيّ إبراهيم الخليل عليه السلام منهم، فلأنّهم يستندون في ذلك على القرآن الكريم، الذي بيّن قصّته عليه السلام وقصة أتباعه.
وبناءً علىٰ ذلك، فلِمَ تحاجّون وتناقشون فيما ليس لكم به علم واطلاع، وهذه كتبكم لا تحتوي علىٰ مطلبٍ حول النبيّ إبراهيم الخليل عليه السلام يدلّ علىٰ ارتباطه بكم؟ ! 2تحليل مقولة الميزان:
إن حديث المرحوم الأستاذ العلّامة الطباطبائي مقابل غيره من المفسّرين، وإن كان عميقاً وقابلاً للمناقشة والتأمّل، ولكن من الصعب أولاً: إثبات أن احتجاجهم كان محصوراً بينهم، وأن ذلك يستفاد من ظاهر الآية، وثانياً: أن قوله: إن إليهوديّة أقامت الحجّة العلمية على المسيحيّة، يمكن أن يكون تامّاً ومحل ثناء وتقدير، لو كانت الحجّة في غير محور الثقلين، ونبوّة السيد المسيح عليه السلام؛ لأنّه بإمكان المسيحيّة أيضاً، إقامة الحجّة على اليهود، حول قولهم: إنّ عزيز ابن اللّٰه «وقالت إليهود عزيز ابن اللّٰه» 3، وبناء علىٰ ذلك، فإن الطائفة المبتلاة بالشرك لا يمكنها محاججة الطرف المقابل في موضوع الشرك.