117وكان مما أوصى به يزيد بن معاوية مسلماً بن عُقبة المُريّ أن قال له: «إن وصلت المدينة، وظهرت عليها، فأنهبها ثلاثاً فكل ما فيها من مالٍ أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند» 1.
وبالفعل فقد «أباح مسلم المدينة ثلاثاً، يقتلون الناس، ويأخذون المتاع والأموال، فأفزع ذلك مَنْ بها من الصحابة» 2.
«ودعا مسلمٌ الناس إلى البيعة ليزيد علىٰ أنهم خَوَلٌ له «أي خدم وعبيد» يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء» 3.
«وكانت وقعة الحرّة لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة ثلاث وستين» 4.
وحين أدرك الموت مسلماً هذا، كانت آخر وصاياه: «اللّهمّ إنّي لم أعمل قطّ بعد شهادة أن لا إله إلّااللّٰه وأن محمداً عبده ورسوله عملاً أحبّ إليَّ من قتلي أهل المدينة، ولا أرجىٰ عندي في الآخرة» 5.
أما ما كان لشأن مكة فقد «رموا البيت بالمجانيق وحرّقوه بالنار» 6.
4 - ومما جاء عند المؤرخ الكبير المسعودي في مروج الذهب ما يلي:
«وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود، ومنادمة على الشراب. . . وغلب علىٰ أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق. وفي أيّامه ظهر الغناء بمكّة والمدينة، واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب. وكان له قرد يكنّىٰ بأبي قيس يُحضره مجلس منادمته، ويطرح له متكأ وكان قرداً خبيثاً» 7.
ولما بلغ يزيد خبر خلع أهل المدينة طاعتهم له «سيّر إليهم بالجيوش من أهل الشام، عليهم مسلم بن عقبة المرّيّ الذي أخاف المدينة ونهبها، وقتل أهلها، وبايعه أهلها علىٰ أنهم عبيدٌ ليزيد. وسماها نتنة، وقد سماها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله طيبة، وقال من أخاف المدينة أخافه اللّٰه» 8.