118أما تجاوزه على الكعبة وحرمتها، فانه أمر مسلم بن عقبة المري - إن أدركته المنية - أن ينصِّب بعده الحصين؛ ليضرب الكعبة. وكان ابن الزبير قد التجأ إليها. وقد نصبَ الحصين فيمن معه من أهل الشام المجانيق والعرادات على المسجد من الجبال. . . فتواردت أحجار المجانيق والعرادات على البيت، ورمىٰ مع الأحجار بالنار والنفط ومشاقات الكتان وغير ذلك من المحروقات، وانهدمت الكعبة. . .» 1.
«وليزيد وغيره أخبار عجيبة، ومثالب كثيرة، من شرب الخمر، وقتل ابن بنت الرسول، ولعن الوصي، وهدم البيت واحراقه، وسفك الدماء، والفسق والفجور وغير ذلك مما قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه. . .» 2.
هدم الكعبة علىٰ يد الحجاج وعبد الملك بن مروان:
الحجاج بن يوسف الثقفي وسبب ولوعه بسفك الدماء:
ذكر المسعودي في مروج الذهب حكاية عن الحجاج قال:
«كانت أم الحجاج عند الحارث بن كلدة، فدخل عليها في السحر، فوجدها تتخلل، فبعث إليها بطلاقها، فقالت: لِمَ بعثت إليَّ بطلاقي؟ ألشيء رابك مني؟ قال: نعم. . . دخلتُ عليك عند السحر وأنت تتخللين، فإنْ كنتِ بادرتِ الغداء فأنت شرهة، وإن كنتِ بُتِّ والطعام بين أسنانك فأنتِ قذرة، فقالت: كلّ ذلك لم يكن، لكني تخللتُ من شظايا السواك. فتزوجها بعده يوسف بن أبي عقيل الثقفي أبو الحجاج، فولدت له الحجاج بن يوسف مشَوَّهاً لا دبرَ له، فثقب عن دبره، وأبىٰ أنْ يقبل ثدي أمِّهِ أو غيرها، فأعياهم أمره، فيقال: إنّ الشيطان تصوَّر لهم في صورة الحارث بن كلدة فقال: ما خبركم؟ فقالوا: ابنٌ ولد ليوسف من الفارعة - وكان اسمها - وقد أبىٰ أن يقبل ثدي أمّه أو غيرها. فقال: اذبحوا جدياً