85على هذا المطلب، وهو ليس كلّ صحابي وكلّ من له صحبة مع الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يجب الاقتداء به واحترامه:
قال تعالى: «إنّ الذين يبايعونك إنّما يُبايعون اللّٰه يدُ اللّٰه فوق أيديهم فمَن نكث فإنّما ينكث علىٰ نفسه ومَن أوفىٰ بما عاهد عليهُ اللّٰه فسيؤتيه أجراً عظيماً» 1.
وقال تعالى: «. . ومن أهل المدينة مَردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرّتين ثم يُردون إلى عذاب عظيم» 2.
وقال تعالى: «إذا جاءك المنافقون قالوا نشهدُ إنك لرسول اللّٰه واللّٰهُ يعلم إنك لرسولهُ واللّٰه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون * اتخذوا أيمانهم جُنّة فصدوا عن سبيل اللّٰه إنهم ساء ما كانوا يعملون * ذلك بأنهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع علىٰ قلوبهم فهم لا يفقهون» 3.
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة، الدالة على أنّ في الأصحاب منافقين وغير مؤمنين باللّٰه ولا برسوله.
وأما الأحاديث فكثيرة جدّاً، منها:
قوله صلى الله عليه و آله و سلم في خطبة حجّة الوداع: فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض 4.
وقوله صلى الله عليه و آله و سلم: أنا فرطكم على الحوض، ليرفعن إليّ رجال منكم، حتّى إذا أهويتُ لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي ربي أصحابي! يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك 5.
وقوله صلى الله عليه و آله و سلم: إنّي أيّها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئت قام رجال، فقال هذا: يا رسول اللّٰه أنا فلان، وقال هذا: يا رسول اللّٰه أنا فلان، وقال هذا: يا رسول اللّٰه أنا فلان، فأقول: قد عرفتكم، ولكنّكم أحدثتم بعدي ورجعتم القهقرىٰ 6.
وقوله صلى الله عليه و آله و سلم لشهداء أحد:
هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر:
ألسنا يا رسول اللّٰه إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟ ! فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: بلىٰ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي! ! ! 7
فالشيعة تقتدي بالصحابة الصلحاء المتّقين، الذين آمنوا باللّٰه ورسوله وماتوا وهم على يقين مما هم عليه، كعثمان بن مظعون الذي عقدنا لأجله هذه الرسالة الوجيزة، حتّى نتعرّف على جوانب من حياته، ونجعلها قدوة نقتدي بها.
فإنّ الشيعة مطبقة على عدالته ووثاقته، وجعله في أعلىٰ مرتبة الصالحين والمتقين، ومن الذين أبلوا