84
رجال من الحرمين الشريفين
(1)
عثمان بن مظعون
فارس تبريزيان الحسّون
إنّ الذي حرّضني على انتخاب هذا الموضوع والكتابة عنه جهات عديدة، أهمّها شُبهةٌ وُجّهت - ولا تزال توجّه - إلى الشيعة: بأنّهم لا يحترمون صحابة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، ويقعون فيهم سبّاً وطعناً. وهذه الشبهة لا أساس لها من الصحة، فإنّ الشيعة تضع وافر احترامها في صحابة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وتعظّمهم، وتقتدي بهم، وتجعلهم مناراً تستنير به، أولئك الذين لم يرتدّوا ولم يبدّلوا ولم يبدعوا في الدين وبقوا على منهج النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم.
فالشيعة تجري قواعد الجرح والتعديل على الجميع حتّى الصحابة، فمن كان منهم على دين محمّد صلى الله عليه و آله و سلم ومات وهو على يقينٍ من أمره، ولم يشك في دينه، فتجعله في أعلى القمم، وتقتدي به، ومن أبدع وشكّ في نبيّه ودينه وبدّل وغيّر، فالشيعة وكلّ حرّ جعل العقل إمامه يرفضه وينبذه ولا يقتدي به، لأنه إذا اقتدىٰ به اقتدى ببدعته وضلاله وشكّه.
وأمّا ما روي من أحاديث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم، واحفظوني في أصحابي، ولا تسبّوا أصحابي. و. . .
فهي أحاديث ضعيفة السند، غير قابلة للاعتماد عليها، ومع فرض صحّة سندها، فإنّها محمولة على الأصحاب الذين بقوا على الدين، والتزموا بشرائط الصحبة، لا أولئك الذين بدّلوا وغيّروا وأبدعوا. . . ، وحاشا لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم أن يأمر أمّته باتباع مَن أبدع وغيّر، وشكّ فى دينه، لمجرّد أنه صحابي.
والقرآن والحديث شاهدان