83خارج مدينة مكة لعدة قرون.
سابعاً: لم تكن هذه المنطقة من مكة مسكونة أساساً، وما كان فيها زرع أو دور، حتى ان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم كان يضرب الخيام عند النزول فيها لعدّة أيام.
قال ابو الوليد:
ان النبي صلى الله عليه و آله و سلم بعدما سكن المدينة كان لا يدخل بيوت مكة، وكان اذا طاف بالبيت انطلق الىٰ أعلى مكة فاضطرب به الابنية، قال عطاء: في حجته فعل ذلك أيضاً، ونزل أعلى مكة قبل التعريف وليلة النفر نزل أعلى الوادي 1، ثم يضيف الازرقي: قيل للنبي صلى الله عليه و آله و سلم يوم الفتح: ألا تنزل منزلك بالشعب؟ قال: وهل ترك لنا عقيل منزلاً؟ فقيل له صلى الله عليه و آله و سلم: فانزل في بعض بيوت مكة في غير منزلك، فأبى وقال: لا أدخل البيوت، فلم يزل مضطرباً بالحجون لم يدخل بيتاً وكان يأتي المسجد من الحجون.
ونقل سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم مضطرباً بالحجون في الفتح يأتي لكل صلوة 2.
يتضح مما سبق ان شعب أبي طالب كان في غير موضع مقبرة أبي طالب ولا يعرف متى حصل هذا الخلط وما سببه! !
والمورخ الوحيد الذي احتمل أن يكون موضع شعب ابي طالب في منطقة الحجون هو الحلبي الذي قال بعد بيانه لموضع ولادة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم:
أقول: قد يقال لا مخالفة لانه يجوز أن تكون تلك الدار من شعب بني هاشم، ثم رأيت التصريح بذلك، ولا ينافيه ما تقدم في الكلام على الحمل من أن شعب أبي طالب وهو من جملة بني هاشم كان عند الحجون لأنه يجوز أن يكون أبو طالب انفرد عنهم بذلك الشعب واللّٰه أعلم 3.
ولكن لا يوجد هنالك دليل يثبت صحة هذا النقل. وربما يفهم من كلمة «واللّٰه اعلم» التي أوردها الحلبي أنه لم يكن متأكداً من صحة ما نقله.
وعلى هذا فقد كان المسار الطبيعي للأحداث بالشكل التالي انه حينما تعرّض أبو طالب وبنو هاشم وبنو المطلب للخطر الداهم من العدو التقوا حول أبي طالب لكونه شخصية معروفة ومهاب الجانب، واجتمعوا في موضع يعرف بشعب أبي طالب وتولوا حراسته دفاعاً عن أنفسهم وعن النبي صلى الله عليه و آله و سلم ولما انتهت المقاطعة، خرج بنو هاشم وبنو المطلب من الشعب وعادوا الى منازلهم ولم يرجعوا الىٰ الشعب مرة أخرى، والنصوص التاريخية تثبت هذا المعنى، إلا انّ البعض لم يلتفت إليها.
الهوامش: