82بن عبد المطلب أيضاً الدار التي بين الصفا والمروة التي بيد ولد موسى بن عيسى التي الىٰ جنب الدار التي بيد جعفر بن سليمان ودار العباس هي الدار المنقوشة التي عندها العلم الذي يسعى منه من جاء من المروة الىٰ الصفا بأصلها ويزعمون أنها كانت لهاشم بن عبد مناف، ولهم أيضاً دار أم هاني بنت أبي طالب - كان بجانب الباب المعروف باسمها - التي كانت عند الحناطين عند المنارة فدخلت في المسجد الحرام حين وسعه المهدي في الهدم الآخر سنة سبع وسبعين ومائة 1.
وقال احمد السباعي:
. . . عند سوق الليل تصافحنا الدار التي كانوا يسمونها دار مال اللّٰه وكانوا ينفقون فيها على المرضى ويطعمونهم، وبالقرب من الدار يلتوي شعب ابن يوسف وهو ما نسميه شعب علي وفيه دور عبد المطلب بن هاشم ودور أخرى لأبي طالب وأخرى للعباس بن عبد المطلب وإذا عدنا الىٰ استقامتنا في شارعنا العام يصافحنا دار العاص في فوهة شعب بني عامر ثم يلتوي شعب بني عامر في دروب متعددة تقوم عليها دور لبني بكر وأخرى لبني عبد المطلب بن عبد مناف. . . ونمضي قليلاً الىٰ المعلاة لنجد الجزارين عن يميننا في شعب أبي دب، ثم مكان المقابر وهي بعد حدود شعب عامر. . . 2.
صفوة القول:
بالاضافة الىٰ ما مرّ ذكره، فإن شعب علي وشعب بني هاشم وشعب بني عامر، قرب المسجد الحرام محددة بشكل دقيق على الخرائط الموجودة عن الحجاز - قديماً وحديثاً - ولم يطلق احدٌ اسم شعب أبي طالب على مقبرة أبي طالب الواقعة في شعب أبي دب، ولهذا فإن وجود الشعب في ذلك المكان رغم كل هذه الأدلّة والشواهد، يمكن تبريره بالنقاط التالية:
اوّلاً: إنّ المنطقة كانت موضع سكن تلك العائلة.
وثانياً: توفّر امكانية الحياة، والاستفادة من مخزون الطعام والاشياء الأخرى الموجودة في الدور، والّا كيف يمكن البقاء على قيد الحياة لمدّة ثلاث سنوات ومقاومة الظروف القاسية في تلك المنطقة القاحلة الخالية من أي ظل يظلهم من الشمس المحرقة، أو يقيهم لهب الرمضاء القاتلة؟ !
ثالثاً: انّ المنطقة المسماة اليوم بمقبرة أبي طالب، كانت في العصر الجاهلي مقبرة ايضاً. وليس من المعقول لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم ان يترك جميع المناطق الموجودة في مكة ويلتجئ الىٰ مقبرة هو وأبو طالب ومجموعة من النساء والأطفال!
رابعاً: ان الحجون - كما أوضحنا سابقاً - تقع خارج مكّة، وهذا لا يتّسق والروايات القائلة بأنّ بكاء الاطفال كان يُسمع من خارج الشعب.
خامساً: جاء في بعض النصوص التاريخية ان الاوضاع كانت على درجة شديدة من القساوة، اضطر معها المحاصرون الى أكل أوراق الاشجار والخَبَطْ 34بينما لم تكن هناك أيّة اشجار أو نباتات في المقبرة آنذاك حتى يتناولها المحاصرون.
سادساً: يتضح مما نقله الازرقي ان الحجون لم يسكنها أحد حتى العام العاشر للهجرة، وظلت هذه المنطقة