81شعب أبي يوسف، هو الشعب الذي أوى إليه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وبنو هاشم لما تحالفت عليهم قريش على بني هاشم. . . ، وكان لعبد المطلب فقسمه بين بنيه حين ضعف بصره، وكان النبي صلى الله عليه و آله و سلم أخذ حظّ أبيه وهو كان منزل بني هاشم ومساكنهم 1. قال عاتق بن غيث البلادي بعد نقل هذا الموضوع في كتابه معجم معالم الحجاز:
ثم عرف هذا الشعب فيما بعد بشعب أبي صالب 2، ثم شعب بني هاشم ويُعرف اليوم بشعب عليّ، وهو الشعب الذي يسيل بطرف أبي قُبَيْس من الشمال بينه وبين الخندمة، فيه مولد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وهو اليوم مكتبة مكة أي المولد، يصب سيله على سوق الليل فوق المسجد الحرام بحوالي ثلاثمائة متر. كانت عند مصبّة بَّذر فهدمت سنة 1399 ه في توسعة شارع الغزّة 3.
وجبل أبي قبيس، هو أحد أشهر جبال مكة، ومنه يبدأ شعب علي أو شعب أبي طالب ويمتد الىٰ خندمة وقد استودع فيه الحجر الأسود ايّام الطوفان وموضعه في شعب علي، أي المكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم وذكر عبد الملك بن هشام أنه سمّى بأبي قبيس بن شامخ، وهو رجل من جُرْهُم، كان قد وَشى بين عمرو بن مُضاض وبين ابنة عمّه مَيّة، فنذَرَتْ أن لا تكلّمه، وكان شديد الكَلَف بِها فحَلَف لأقْتُلنَّ أبا قبيس، فهرب منه في الجبل المعروف به، وانقطع خَبَرُه، فإما مات وإما تردّى منه، فسُمّي الجبل أبا قبيس لذلك، في خبر طويل ذكره ابن هشام صاحب السيرة في غير كتاب السيرة، وقال ابو المنذر هشام: أبو قبيس، الجبل الذي بمكة، كَناه آدم عليه السلام بذلك حين اقتبس منه هذه النار التي بأيدي الناس الىٰ اليوم، من مَرْخَتَين نزَلَتا من السّماء على أبي قبيس فاحتَكَّتا، فَاَوْرَتٰا ناراً، فاقتبَسَ منها آدم، فلذلك المَرْخُ إذا حُكَّ اَحَدُها بالآخر، خرجتْ منه النار 4.
بعض شعاب مكة:
كما ذكرنا سابقاً، يوجد في الشّمال الشرقي للمسجد الحرام ثلاث شعاب، وهي:
1 - شعب علي أو شعب أبي طالب ويسمّى اليوم بالقشاشية 5أيضاً.
2 - شعب بني هاشم ويُسَمّى ايضاً ب «غزّة» .
3 - شعب بني عامر.
كان يسكن في هذه الأماكن الثلاثة، منذ العصر الجاهلي فما تلاه، اجداد النبي صلى الله عليه و آله و سلم وابناء عبد المطلب وأبو طالب وبني هاشم 6.
وكذلك بعض البيوت في شعب علي، وبعض دار ابن يوسف كانت لأبي طالب، وبعض دار ابن يوسف (مولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم) وما حوله لأبي النبي صلى الله عليه و آله و سلم عبد اللّٰه بن عبد المطلب، وكذلك دار خالصة مولاة الخيزران، لعباس بن عبد المطلب ودار الطلوب مولاة زبيدة، حقّ المقوم بن عبد المطلب. وذكر غير واحد من المكيين انّ الشعب الذي يقال له: شعب ابن يوسف - وهو شعب علي وبجانبه سوق الليل، كان لهاشم بن عبد مناف دون الناس وكان عبد المطلب قد قسم حقه بين ولده ودفع اليهم ذلك في حياته فمن ثمّ صار للنبي صلى الله عليه و آله و سلم حق أبيه عبداللّٰه بن عبد المطلب، وللعباس