74من الشرقي الذي فيه بابه الىٰ جداره الغربي المقابل له، وطولاً الزاوية المشار إليها ثلاثة عشر ذراعاً ونصف ذراع وعرضها ثمانية ونصف، الجميع بذراع الحديد. وكان تحزير ذلك بحضوري، ولم يذكر الازرقي صفة هذا المكان ولا ذرْعه، وقد خفي علينا كثيراً من خبر عمارته. والذي علمته من ذلك أن الناصر العباسي عمّره في سنة ستَّ وسبعين وخمسمائة. ثم الملك المظفر صاحب اليمن في سنة ستّ وستين وستمائة، ثم حفيده المجاهد في سنة أربعين وسبعمائة، وفي سنة ثمانٍ وخمسين وسبعمائة من قِبَل الأمير شيخون أحد كبار الدولة بمصر 1، وفي دولة الملك الأشرف شعبان صاحب مصر بإشارة مدير دولته «يلبغا الخاصكي» 2سنة ستّ وستين وسبعمائة، وفي آخر سنة إحدى وثمانمائة، أو في التي بعدها، من المال الذي أنفذه الملك الظاهر برقوق صاحب مصر لعمارة المسجد الحرام وغيره بمكة. وكانت عمارة هذا المولد بعد موته 3.
هذا وقد وصفه ابن جبير في رحلته بوصف غير هذا مما يدلّ على أنه لم يدم على صفة واحدة بل كان يتغير صفة وبناء بتغير الزمن.
وأعاد بناء هذا البيت بعد أن تهدم وصار خرباً مهجوراً، الشيخ عباس قطان أمين العاصمة، ووضعت فيه مكتبة عامة عظيمة فَخمة، تسمّى بمكتبة مكة المكرمة مفتوحة للمطالعة والمراجعة.
وفي الأعوام الأخيرة هدم البنايات الّتي حول المكتبة لتوسيع أطراف المسجد الحرام، ويمكن ملاحظته الأبنية التي شيّدت في موضع ولادة النبي صلى الله عليه و آله و سلم من خلال التصاوير.
وجاء في بحار الأنوار:
. . . ولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال وروى ايضاً عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين
سنة وحملت به أمّه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى وكانت في منزل عبد اللّٰه بن عبد المطلب وولدته في شعب أبي