73وذكر محبّ الدين الطبري المكي في كتابه «القرى لقاصد أم القرى» :
كان عقيل بن أبي طالب قد استولى عليه (بيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم) زمن الهجرة، فلم يزل بيده ويد ولده حتى باعوه لمحمد بن يوسف (أخي الحجاج) فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء، ثم عُرفت بدار ابن يوسف، ولم يزل ذلك، كذلك حتى حجّت الخيزران (جارية المهدي) فجعلته مسجداً يصلّى فيه، وأخرجته من الدار إلى الزقاق الذي يقال له «زقاق المولد» . . . وهو الآن مكتبة عامة 1.
وقال صلاحُ الدّين الصَفَدي بعد بحث موسّع حول مكان ولادة النبي صلى الله عليه و آله و سلم: القول الأرجح هو ان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم قد وُلد في عام الفيل في دار تقع في الزقاق المعروف بزقاق المولد الذي كان بيد عقيل بن أبي طالب 2.
وذكر عاتق بن غيث البلادي:
مولد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم من الناحية التاريخية ثابت أنه ولد عام الفيل 53 ق. ه تقريباً، في شعب أبي طالب المعروف اليوم بشعب علي وقد حول إلى مكتبة مكة، إبعاداً له عن زحام الناس وولعهم بالتبرك به 3.
وقد كان موضع ولادة رسول اللّٰه، قبل تسلط الوهابيين على الحرمين الشريفين موضعاً يزوره المؤمنون والمسلمون الذين يفدون الىٰ مكة من كل ارجاء العالم 4.
قال محمد بن علوي المالكي في كتابه باسم «في رحاب البيت الحرام» :
مولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم وهو مكان معروف الىٰ الآن بمكة في سوق الليل. . . ولما هاجر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم الىٰ المدينة استولى على هذا البيت عقيل بن أبي طالب ولم يزل بيده وبيد أولاده حتى باعه بعضهم من محمد بن يوسف الثقفي، ثم لما حجّت الخيزران أم الخليفتين أخرجته وجعلته مسجداً يصلّى فيه، قال ابن ظهيرة ما معناه: وجرت العادة بمكة في ليلة مولد الرسول أن يتهيأ الكبار والعلماء وأعيان البلاد بالفوانس والشموع فيخرجون الىٰ بيت مولد الرسول لزيارته واحياء ذكر مولده. . . قال: والمعروف المشهور في مولده عليه الصلوة والسلام هو الذي بسوق الليل ولا اختلاف فيه عند أهل مكة ثم قال: وكون هذا مولد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم مشهور متوارث يأثر الخلف عن السلف 5.
قال الفاسي المكي في صفة مولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم:
أما الصفة التي أدركناه عليها، فإنه بيت مربع وفيه اسطوانة عليها عقدان، وفي ركنه الغربي مما يلي الجنوب زواية كبيرة قبالة بابه الذي يلي الجبل، وله باب آخر في جانبه الشرقي ايضاً، وفيه عشرة شبابيك، أربعة في حائطه الشرقي، وهو الذي فيه باباه المتقدم ذكرهما، وفي حائطه الشمالي ثلاثة، وفي الغربي واحد، وفي الزاوية اثنان، واحد في جانبها الشمالي وواحد في جانبها اليماني، وفيه محراب، وبقرب المحراب حُفرة عليها درابزين من خشب، وذرْع تربيع الحُفْرة من كل ناحية ذراع وسُدس، الجميع بذراع الحديد، وفي وسط الحُفرة رخامة خضراء، وكانت هذه الرخامة مطوَّقة بالفضّة على ما ذكره ابن جبير، وذكر انّ سعتها مع الفضة ثلثا شبر 6. وهذا الموضعُ جُعل علامة للموضع الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه و آله و سلم من هذا المكان 7، وذرع هذا المكان طولاً أربعة وعشرون ذراعاً وربع ذراع. وذلك من الجدار الشمالي إلى الجدار المقابل له، وهو الجنوبي الذي يلي الجبل، وذرْعه عرضاً أحد عشر ذراعاً وثمن ذراع. وذلك